نافذتي على العالم
هي النافذة التي تطل على العالم من أدناه إلى أقصاه، فهنا.. كل ما تريد، في متناول يدك.
فأنا لتوي عدت من زيارة لليونان، وشاهدت بعض المباريات الحماسية، وتعرفت على طريقة إعداد المعجنات التركية الشهية، واقتنيت عشر كتب ممتعة، وأنهيت جولة في بث مباشر لبعض عروض الموضة في باريس.
في كل يوم، الآلاف منّا يخرج لنزهات سريعة ! ، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حسابك قد بات تذكرتك للسفر إلى أي مكان تريد، فمن منزلك وخلف شاشتك تُحدِثُ الكثير لكَ.. ولغيركَ.
قد تصنع الفرق في لحظة ونقرة تليها، وقد تضع لبنة لبناء مستقبلك، أو ترمي حجر عثرة في طريق الآخرين.
قد تعامل عالمك هذا كشمس تنير دربك، أو تشعل ثقابه لتوقد ناراً تحرقك وغيرك.
من تلك النافذة ستلتقي أشخاصاً مختلفين عمّا هم عليه في الواقع، والقليل جداً سيضع الله بين عينيه وبينكما. أعلم بأن لكلٍ منهم هدفاً عندما فتح تلك النافذة، لذا.. احذر وبأخطاء الآخرين لا تتعثر، فهناك من ينسج شباكه، وينتظر فريسة تعلق.
فقط.. كن أنت لا أكثر، ولا تتقمص ملامح غيرك، لا تبحث عن الإعجاب، استمتع بهذا السحر.
وإذا ضللت الطريق وساقك الشيطان بعيداً عن الصواب!.. لا تقلق، فما عليك سوى أن تتذكر ما تربيت عليه عندما كنت تمسك يدي والديك.
وأنصحك بأن تهرب إلى غواية الكتب الإلكترونية، فهي على مرمى بضع نقرات على جهازك اللوحيّ، أو ما رأيك بأن تقوم بزيارة إلى أحد الدول البعيدة، وتجول في شوارع نابولي المرصوفة، ثم عرج حيث أزقة القدس ورائحة الكعك المتخيلة وهي تستريح على بسطة كهل يتحدى بالحياة ظل من سرقوا فلسطينه.
افتح نافذتك على العالم، لكن لا تركع لعاطفة قد تخدعك من خلف قناع، فقط كن على سجيّتك وانطلق حيث البراءة.. ماذا تنتظر ؟
زينة مرشد / سوريا