«نبوءة مريعة» حول أمريكا.. هذا أكثر ما تخشاه كندا
«نبوءة» مريعة تتعلق بأمريكا وعلى كندا الاستعداد لاحتمال تحولها من مجرد تكهن لواقع ملموس يلفظ حممه بكل الاتجاهات.
وفي تقرير بعنوان “اضطرابات في الأفق”، توقع مكتب “آفاق السياسة الكندية” حربا أهلية أمريكية في سيناريو ينيغي على أوتاوا الاستعداد له.
وجاء هذا الافتراض في منتصف التقرير ربع السنوي والذي يتألف من 37 صفحة، ويرسم احتمال اندلاع حرب أهلية في 15 كلمة إضافية: «الولايات المتحدة.. تصاعد الانقسامات الأيديولوجية.. وتقوض الديمقراطية، والاضطرابات الداخلية، تؤدي لغرق البلاد في حرب أهلية».
ولم تكن هذه أولى التنبؤات المروعة بشأن السياسة الأمريكية في عهد دونالد ترامب.
فمنذ انتخابات عام 2016 الرئاسية، سعت المنظمات غير الربحية ذات الميول اليسارية والمستشارين السياسيين والأكاديميين في تكهنات لا نهاية لها، ربما كان أكثرها شططا التوقعات بتشجيع بايدن وحلفائه الساحل الغربي بأكمله على الانفصال عن الاتحاد.
سيناريوهات
استطلع تقرير “آفاق سياسية” مئات الخبراء والمسؤولين الحكوميين حول الأحداث التخريبية التي قد يتعين على كندا الاستعداد لها.
ووضع المؤلفون هذه السيناريوهات بناءً على احتمال حدوثها، ومدى سرعة حدوثها، وحجم الفوضى التي قد تسببها.
وتم تصنيف الحرب الأهلية الأمريكية على أنها حدث غير محتمل ولكن إن تجسدت فإن تأثيراتها ستكون بالغة.
وكان من بين السيناريوهات الأخرى التي طالبت كندا بالاستعداد لها انتشار الأسلحة البيولوجية محلية الصنع؛ وظهور مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية، مما يؤدي إلى وفيات جماعية ونقص الغذاء؛ واندلاع الحرب العالمية الثالثة.
ويرى جون ماك آرثر، وهو باحث في معهد بروكينغز وعضو في اللجنة التوجيهية للتقرير، أن وصف الحرب الأهلية الأمريكية قد يعكس عمق القلق الكندي بشأن السياسة الأمريكية، أي أكثر من مجرد قلق فعلي بشأن حرب على غرار الحرب الأهلية الأمريكية عام 1861.
وأشار ماك آرثر إلى أن صعود الحمائية والانعزالية الأمريكية خلال إدارة ترامب أثار الشكوك في النفسية الكندية وتسبب في تضرر العلاقات الاقتصادية القائمة منذ عقود.
مصدر قلق
قال ماك آرثر إن “أي شعور بالاضطراب في أقرب علاقة سيادية لك في العالم، أو أي اضطراب داخل ذلك البلد هو مصدر قلق عميق، كما أعتقد، لأي نظرة كندية”.
وكانت كاثرين بودري، الأستاذة في جامعة بوليتكنيك مونتريال التي قامت بتحليل التقرير الصادر عن لجنة “آفاق سياسية” في مايو/ أيار الماضي، أكثر تشككا.
وقالت إن العديد من السيناريوهات الواردة في التقرير تشير إلى الحاجة الملحة إلى إتقان التكنولوجيا الجديدة: مثل التهديد المتمثل في الهجمات الإلكترونية التي تؤدي إلى تعطيل البنية التحتية الحيوية، أو إرهاق خدمات الطوارئ إلى حد الانهيار.
ويمكن للحكومة أن تحدد أولوياتها في ضوء تلك الأفكار.
ويرى البعض أن هناك سيناريو جدير بالثقة بنشوب حرب أهلية أمريكية، وهو سيناريو ليس من الماضي البعيد بل من مثال قريب قريب.
والسيناريو يشمل مثال كندا عندما أعلنت جبهة تحرير كيبيك، وهو تنظيم سياسي كندي راديكالي انفصالي ماركسي لينيني، انفصال إقليم كيبيك الذي يتكون من السكان الناطقين بالفرنسية.
وتأسست جبهة تحرير كيبيك عام 1963 بهدف تحقيق انفصال الإقليم عن بقية الدولة الكندية.
ونفذت الجبهة عدة هجمات بين عامي 1963 و1970، وبلغ مجموعها 160 حادث عنف، وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح العديد من الأشخاص.
وبلغت تلك الهجمات ذروتها بتفجير بورصة مونتريال في عام 1969، وأزمة أكتوبر/ تشرين الأول في عام 1970، والتي بدأت بخطف المفوض التجاري البريطاني جيمس كروس.
وفي المفاوضات اللاحقة، خُطِف وزير العمل في كيبيك بيير لابورت وقتل، وأدى ذلك إلى تضيق الخناق على الجبهة من قبل الحكومة الفيدرالية، ما أدى إلى تلاشي الحركة وقد طلب عدد من أعضائها اللجوء في كوبا.