نتائج مبشرة بعد اختباره على البشر.. الصين تقترب من لقاح “آمن” لفيروس كورونا
وصف تقرير نشرته دورية The Lancet، الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020، لقاحاً مرتقباً تُطوّره الصين لفيروس كورونا المستجد بأنه “آمن” في المجمل، وذلك بعد أن أدّى إلى تنشيط استجابة أنظمة المناعة لدى البشر، في المراحل الأولية والمتوسطة من الاختبارات.
وفق تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن لقاح كوفيد-19، المعروف باسم BBIBP-CorV، يُطوَّر داخل معهد بكين للمنتجات البيولوجية، بالتعاون مع مجموعة China National Pharmaceutical الحكومية.
دون تعقيدات: فقد بدأت تجارب BBIBP-CorV على المشاركين من البشر في أوائل يونيو/حزيران الماضي، بعد أن أبدى اللقاح نتائج واعدةً على القرود، إذ نجح في تحفيز الأجسام المضادة دون أية تعقيدات، على حد وصف الباحثين.
فيما لم يتسبب اللقاح بأية آثار جانبية حادة في أول مرحلتين من تجاربه، وبحسب الورقة البحثية المنشورة في The Lancet، فقد اشتملت الآثار الضارة الخفيفة والمتوسطة على حمَّى وألم في مواضع الحقن.
تأتي هذه النتائج من المرحلتين الأولى والثانية من تجارب اللقاح، اللتين أُجريتا فيما بين 29 أبريل/نيسان و30 يوليو/تموز، بمشاركة 600 شخصٍ يتمتعون بصحة جيدة بين سنَّي الـ18 والـ80.
إشكالات مرتبطة بالكبار: لكن مستويات الأجسام المضادة كانت أدنى لدى المشاركين الذين تتخطَّى سنُّهم الـ60، واستغرقت في بعض الأحيان 42 يوماً لتزيد زيادة ملحوظة.
أما المشاركون الأصغر سناً فقد استغرقوا 28 يوماً في المتوسط لتوليد استجابةٍ من الأجسام المضادة.
في هذا السياق، قال الأستاذ جاومينغ يانغ، أحد مؤلفي الدراسة: “حماية كبار السن من الأهداف الرئيسية للقاح كوفيد-19، إذ إن هذه الفئة السنية أكثر عرضةً للتأثر بالمرض بشكل حاد”.
كما تابع: “لكن اللقاحات أحياناً ما تكون أقل فاعليةً لدى هذه الفئة بسبب ضعف جهاز المناعة مع تقدم السن. لذا فمن المشجع أن نرى أن BBIBP-CorV يحفز استجابات الأجسام المضادة لدى من تصل سنُّهم إلى الـ60 وما بعدها، ونؤمن بأن هذا يستدعي مزيداً من التحري”.
سباق دولي ضد الزمن: يأتي هذا التطور بعد أيامٍ من تعطيل شركة Johson & Johnson تجاربها للقاح فيروس كورونا بداعي إصابة أحد مشاركيها باعتلالٍ غير واضح السبب.
يُعتبر BBIBP-CorV واحداً من 10 مشاريع دولية على الأقل للقاح فيروس كورونا تبلغ المرحلة الثالثة من تجاربها، ويقود علماء صينيون 4 من هذه المشاريع، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
هذا وقد ركزت الصين على تطوير 5 أنواع من اللقاحات، ولكل وسيلة منها لقاحٌ واحدٌ على الأقل وصل إلى مرحلة التجارب السريرية. وفي الجمل يوجد 11 لقاحاً محتملاً في مراحل مختلفة من الاختبارات، بحسب تصريح من نائب مدير مكتب تسجيل العلاجات بإدارة المنتجات الطبية الوطنية الصينية، أبرزته صحيفة China Daily الحكومية، في سبتمبر/أيلول الماضي.