آخر الأخبارتحليلات و آراء

نتنياهو..مجازر وتجوبع ومرواغة بانتظار ترامب

سليم الزريعي

يبدو أن محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب قد جاءت بمثابة تزكية من أجل عودته للبيت الأبيض ووضع حد لطموح بايدن في ولاية رئاسية ثانية.

سيما وأن مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن، الذي يعاني من شيخوخة ذهنية وحتى قبل محاولة الاغتيال لم يعد مقنعا حتى بالنسبة لكبار أعضاء حزبه في ظل مطالبات بتركه السباق الرئاسي لنائبته كامالا هاريس، وجاءت واقعة الاغتيال لتربك مرشح الحزب الديمقراطي المهزوز أصلا هو وحزبه، وربما خسارة السباق قبل أن يبدأ بكل التداعيات التي تترتب عليه.

وكان الكثير من الخبراء والمراقبين قد شككوا في كفاءة بايدن وحتى نائبته في كسب السباق أمام ترامب بعد المناظرة التي جرت بين الاثنين، لتأتي واقعة الاغتيال الفاشلة لتكون في صالح ترامب على مرشح الحزب الديمقراطي أيا كان المرشح.

حتى أن البعض رأى ان ترامب قد حسم السباق بمحاولة اغتياله، من ذلك أن عضو الكونغرس الأمريكي في الحزب الجمهوري، ديريك فان أوردن، قد توقع فوز المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بعد محاولة اغتياله.

وجاءت تصريحات النائب ديريك فان أوردن خلال مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، قال خلالها إن “الرئيس المرشح للرئاسة ترامب نجا بأعجوبة من هذا الهجوم، وفاز للتو في الانتخابات”.

كما أشار مراقبون إلى أن ممثلين آخرين عن الحزب الجمهوري الأمريكي يعتقدون أيضا أن هذا الحادث سيؤثر بشكل كبير على فرص ترامب في الفوز بالانتخابات كرئيس مستقبلي للبلاد.

وربما جاءت هذه المحاولة الفاشلة لتختصر الطريق أمام ترامب، إذا لم يجري استحضار مفهوم “المؤامرة”، لكنها ستجعل من بايدن وإدارته “بطة عرجاء” حتى يناير المقبل، وهو ربما ما كان ينتظره رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي قد يلجأ للمماطلة واختلاق الذرائع مع مواصلة ارتكاب المجازر لدفع حماس إلى وقف المشاركة في المفاوضات التي تستهدف عقد صفقة معها، كي يستخدمها ذريعة لاتهامها بالتعطيل كنوع من الضغط من جانب، ومن جانب آخر استمرار الحرب على غزة بانتظار الإدارة الأمريكية الجمهورية الجديدة الصهيونية أكثر من نتنياهو نفسه، ومن ثم ليستمر في حربه على غزة من أجل ما سماها خطوطه الحمراء المتزايدة.

ولأن هناك انطباعا قويا بأن ترامب سيعود للبيت الأبيض، وأن مفاعيل هذا التغيير ستبدأ بشكل غير مباشر مع إعلان فوزه في نوفمبر المقبل وهذا بالضرورة سيفقد إدارة بايدن الكثير من قوتها وقدرتها على إدارة العديد من الملفات ومنها ملف الحرب على غزة الذي يختلف حوله الطرفان ففي الوقت الذي قدمت فيه إدارة بايدن خريطة لوقف الحرب وإجراء صفقة التبادل بين حماس والكيان الصهيوني، اتهم ترامب منافسه بايدن أثناء المناظرة التي جرت بينهما مؤخرا بأنه فلسطيني وقال إنه يتعين على بايدن ترك “إسرائيل” لتكمل مهمتها، وأضاف لكنه لا يريد أن يفعل ذلك، واصفاً بايدن بأنه “أصبح كالفلسطينيين، وأنه فلسطيني سيئ للغاية وضعيف”.

إن هذه اللغة وهذا الفكر من قبل ترامب يتماهي في موقف نتنياهو وقوى الصهيونية الدينية التي تطالب باستمرار الحرب دون أي اعتبار لحياة الرهائن لدى حماس، وهذا الموقف من ترامب ربما يجعل من عقد صفقة مع حماس دون أن يحقق نتنياهو أهداف تلك الحرب التي أعلنها أمرا مشكوكا فيه، بانتظار دعم ترامب العسكري والسياسي والدبلوماسي والمالي .

وفي ظني أن حماس قد أدركت هذا الفخ الذي يريد نتنياهو أن يوقعها فيه بتحميلها مسؤولية وقف المفاوضات ليتخذها ذريعة للمماطلة في انتظار على الأقل إعلان فوز دونالد ترامب، فكان أن سارعت من خلال القيادي عزت الرشق إلى نفي “ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، وتداولته بعض وسائل الإعلام، عن قرار من حركة حماس بوقف المفاوضات، رداً على مجزرة المواصي غرب خانيونس، لا أساس له من الصحة”. في سياق إدراك حماس أن ترامب صاحب صفقة القرن سيكون أكثر عدوانية وتماهيا في مخطط نتنياهو واليمين الصهيوني الفاشي. ولذلك جاء خطاب حماس السريع ليقول ليس بالمقاطعة وإنما في التحذير من أن هدف نتنياهو وحكومته من التصعيد هو ،”قطع الطريق على التوصل لاتفاق يوقف العدوان على شعبنا، وهو ما أصبح واضحاً لدى الجميع”.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد أعلنت، نقلاً عن قيادي قي حماس لم تسمه، أن حركته قررت وقف مفاوضات التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بسبب عدم جدية الاحتلال الإسرائيلي وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل.

وبحسب الوكالة الفرنسية فقد أوضح المصدر أن “رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ، أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الإقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار حماس بوقف المفاوضات، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل”.

وما من شك في أن عودة ترامب بكل المخزون المعادي للشعب الفلسطيني هو مؤشر بالغ السوء، مع أن أمريكا في ذاتها في نظر الكثير من الفلسطينيين هي العدو الذي طالما وفر الدعم والحماية للكيان الصهيوني على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.

إن الحرب على غزة بعد عودة ترامب لن تقف عند ما يجري في غزة وإنما ستطال أيضا الضفة الغربية بما فيها القدس وإن اختلف، شكلها وطبيعتها في ظل هذه الحكومة الفاشية، وهذا يحتاج إلى مقاربات فلسطينية من قبل كل القوى تتجاوز ما جرى سابقا كون القضية والشعب سيواجهان تحديا مصيريا، يجب أن يواجه بذهنية وطنية وحدوية متجاوزة للمصالح الحزبية والذات التنظيمية الضيقة وإلا سقط الجميع في اختبار المسؤولية الوطنية بالنسبة للشعب الفلسطيني..
ونتمنى أن لا يحدث ذلك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى