نجل الملك فيصل: والدي كان سيُحبط من اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل
قال الأمير البارز تركي بن فيصل، نجل العاهل السعودي الراحل الملك فيصل، إن والده كان سيشعر بالإحباط من اتفاق تطبيع العلاقات الذي توصلت إليه الإمارات والبحرين مع إسرائيل، واصفاً ترامب بأنه “وسيط غير نزيه” في القضية الفلسطينية.
الأمير تركي – وهو الرئيس السابق للاستخبارات السعودية – سُئل في مقابلة مع قناة CNBC الأمريكية، الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول 2020، عما إذا كان والده الراحل سيُحبط من اتفاقي التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، وقال: “بالتأكيد، وهذا رأي الشخصي طبعاً”.
أشار الأمير تركي إلى أنه يعرف التزام والده بـ”الحصول على صفقة واضحة المعالم وقابلة للتطبيق بين إسرائيل والدول العربية”.
كذلك أعاد الأمير تركي التذكير بموقف الملك الراحل فيصل، عندما اتخذ قراراً بقطع النفط عن الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، بعد أن قررت واشنطن زيادة الدعم لإسرائيل في “حرب رمضان”.
وأوضح تركي أن قرار والده حينها كان الهدف منه “إجبار الولايات المتحدة على أن تكون وسيطاً نزيهاً بين إسرائيل والعالم العربي”، مضيفاً: “عليّ القول إن الرئيس ترامب لم يكن وسيطاً نزيهاً، وبالتالي أعتقد أن الملك الراحل كان سيكون محبطاً”.
يُذكر أن السعودية كانت على رأس قائمة أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للبتروك، التي أعلنت حظراً للنفط على أمريكا في العام 1973، وذلك بهدف دفع الدول الغربية على إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها تل أبيب في حرب 1967.
اختلاف حول التطبيع: تأتي تصريحات نجل الملك فيصل بعد أيام من كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أراد أن يوقّع اتفاق تطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين، إلا أن والده الملك سلمان عارض ذلك، كما كشفت عن حدوث خلافات بين محمد بن سلمان والعاهل السعودي بخصوص “تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
الصحيفة أشارت إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز لطالما أيّد لسنوات عديدة مقاطعة إسرائيل، والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة، إلا أن محمد بن سلمان يريد إقامة علاقات تجارية مع إسرائيل، وإنشاء جبهة موحدة ضد إيران، وتجاوز الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لأنه نزاع صعب.
كما لفتت إلى أن العاهل السعودي صُدم بشدة خلال إجازته، عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 أغسطس/آب، عن توقيع إسرائيل والإمارات اتفاقاً لـ”التطبيع الكامل” لعلاقاتهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن سبب هذه الصدمة أن ولي العهد السعودي لم يبلغ والده مسبقاً بالاتفاق بين تل أبيب وأبوظبي، مضيفةً أن الأمير محمد خشي أن يعارِض والدُه الاتفاق، باعتباره لا يصب في صالح مطالب الفلسطينيين بإقامة دولتهم، لدرجة أنه (لو علِم الملك) لما كان بالإمكان أن توقع الإمارات اتفاقاً مع إسرائيل بهذه السهولة.
الصحيفة كشفت أيضاً أنه بعد إعلان اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، طلب العاهل السعودي من وزير خارجيته إعادة تأكيد التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية، وبينت أنه بعد ذلك كتب أحد أفراد العائلة المالكة، مقرب من الملك السعودي، مقالاً في صحيفة مملوكة للسعودية، جدد فيه موقف بلاده، ولمّح إلى أن الإمارات يجب أن تضغط على إسرائيل من أجل تقديم المزيد من التنازلات.
يُذكر أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أعلن من برلين في 19 أغسطس/آب 2020، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني، أن بلاده لن تطبِّع العلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني شامل، على أساس المعايير التي حددتها المبادرة العربية للسلام عام 2002، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.