نجوى بن شتوان تكشف لـ البوكر كواليس رواية “كونشيرتو قورينا إدواردو”
قالت الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، التى وصلت روايتها “كونشيرتو قورينا إدواردو” إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، فى دورتها لعام 2023.
وقالت الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، خلال حوار أجرته معها جائزة البوكر للرواية العربية، أنها بدأت كتابة رواية “كونشيرتو قورينا إدواردو”، إبان فترة الحظر الذي رافق جائحة كورونا، حينها بزغت الفكرة في ذهني بينما كنت أقرأ عن سوزان سونتاج وكان من عادتي إعداد بعض تمارين الكتابة لنفسي، كان التمرين مقتبسًا مما قرأته عن سونتاغ وجاء فيه (يروي ابن سوزان سونتاغ أن كلمات والدته الأخيرة له كانت: أردت أن أقول لك… قبل أن تنطفيء من دون أن يتمكن من وداعها)
أي أن سوزان رحلت ولم تخبر ابنها شيئًا، مضيت أفكر فيما أرادت سوزان سونتاج أن تقوله في آخر لحظاتها في الحياة ولم تقله، تشعب بي التفكير من شخصية سوزان إلى الحالة التي كانت عليها، فكانت كونشيرتو قورينا إدواردو.
وأشارت الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، إلى أنها كتبت الرواية خلال عامي 2020 – 2021، حيث كتب معظمها في روما إبان الحظر ثم بعد رفع الحظر والسماح لنا بالتجول استطعت الخروج للطبيعة فذهبت لجنوب إيطاليا ومكثت أكتب الجزء الأخير من الرواية في قرية نائية وسط طبيعة سيشيليا الخلابة.
أما طقوسها فى الكتابة، فقالت نجوى بن شتوان أحب أن أكون وحدي معظم الوقت، بعيدة عن الناس.. أحب أن أكتب في الصباح وكأني أذهب لدوامي في العمل.. أحب المشي بعد الكتابة لأنه يساعدني على التفكير فيما كتبت وفيما سأكتب. لست مدمنة على طعام أو شراب محدد..إذا كان مزاجي جيداً يرافقني الراديو الإيطالي، إذا كان مزاجي معطوباً أكتب في صمت.. في جنوب إيطاليا أكتب أمام الكوخ..في روما أكتب بجوار النافذة..لا أكتب في المقاهي أو المكتبات أو الأماكن العامة ولا أقرأ كذلك، في الشتاء تفضل الكاتبة التي في داخلي الكتابة في السرير.
أما عن مشروعها الأدبي بعد هذه الرواية، فقالت نجوى بن شتوان بأنها تعمل على كتابة الجزء الثالث لثلاثية روما تيرمني وكونشيرتو قورينا إدواردو.
تحكي رواية “كونشيرتو قورينا إدواردو” قصة فتاة ليبية ونشأتها في ليبيا، وتأثير السياسة والحرب على حياتها وأسرتها. تنتمي البطلة إلى عائلة من أصول يونانية وهم أقلية عرقية ليبية لديهم ثقافتهم الخاصة والمتميزة داخل المجتمع الليبي متعدد الأعراق. من منظور البطلة، نرى المجتمع الليبي وتبدلاته منذ سنوات السبعينيات وصولاً إلى الثورة التي أسقطت القذافي سنة 2011 والحرب الأهلية سنة 2014.
تصف الرواية مقتل الأب خلال فترة ما يُعرف بالثورة الثقافية في ليبيا، وتأميم مصنع العائلة وانعكاس التغير الاقتصادي الكبير الذي حدث على حياة الأسرة وأفرادها. تعرج الرواية على عدة مواضيع، منها يهود ليبيا وقصة خروجهم أو طردهم سنوات الستينيات؛ الحرب الأهلية وانعكاساتها على النسيج الاجتماعي؛ تهريب الآثار والعبث بالإرث التاريخي لليبيا؛ والتلاقح الثقافي والعرقي بين شعوب البحر الأبيض المتوسط. الرواية ترسم بانوراما التحولات التي عرفتها ليبيا منذ ما سمي بالثورة إلى أن انهارت هذه الثورة نفسها وفتحت البلاد أمام انكسارات كبيرة.
نجوى بن شتوان أكاديمية وروائية ليبية من مواليد أجدابيا، ليبيا، عام 1970. كانت أول كاتبة ليبية تصل إلى القائمة القصيرة للجائزة عن روايتها “زراييب العبيد” (2016) في العام 2017. صدرت لها ثلاث روايات أخرى، هي: “وبر الأحصنة” (2007)، “مضمون برتقالي” (2008)، و”كونشيرتو قورينا إدواردو” (2022).
كما تم اختيار نجوى بن شتوان ضمن أفضل 39 كاتباً عربياً تحت سن الأربعين في مشروع بيروت 39 الذي نظمه مهرجان هاي، وأدرجت قصتها “من سيرة البركة والبيانو” في أنطولوجيا “بيروت 39”. فازت بزمالة بانيبال للكتابة الإبداعية سنة 2018.
وترشحت نجوى بن شتوان إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى للقصة العربية سنة 2019 بمجموعتها القصصية “صدفة جارية” (2019). كما فازت مجموعتها القصصية “كتالوج حياة خاصة” (2018) بجائزةEnglish Pen Translates سنة 2019.