نفتالي بينيت.. يميني متشدد مؤيد للاستيطان وزيرا لدفاع إسرائيل
تصادق الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية، الأحد المقبل، على تعيين نفتالي بينيت وزيراً للدفاع، وهي الحقيبة التي أبقاها بنيامين نتنياهو لنفسه بعد استقالة أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني.
ويشترك بينيت وليبرمان في الكثير من السمات المشتركة، فكلاهما يدعم الاستيطان في الضفة الغربية، ويعارض قيام دولة فلسطينية، ويحمل آراء مناهضة للعرب.
تصريحات بينت تظهر أنه أكثر تطرفاً من ليبرمان، ففي عام 2013 اعترف بقتله الكثير من العرب، مؤكداً أنه لا توجد لديه مشكلة على الإطلاق.
وفي نفس العام قال: “لن تكون هناك دولة فلسطينية على أرض إسرائيل الصغيرة، لن يحدث ذلك إطلاقاً، وستكون الدولة الفلسطينية كارثة على مدى 200 عام المقبلة”.
وبعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، قال بينت: “لقد انتهى عصر الدولة الفلسطينية، إلا أنه أعلن معارضته الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي المعروفة باسم (صفقة القرن)”.
وشغل بينيت البالغ من العمر 48 عاماً، عدة وزارات بينها: الاقتصاد والخدمات الدينية، والقدس والتعليم، ويرى أن لإسرائيل الحق في الأرض ما بين البحر والنهر، غير أنه في السنوات الأخيرة، وافق على أن يقام كيان فلسطيني في غزة، شريطة ضم الجزء الأكبر من الضفة، ومنح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً.
ويدعو بينيت صراحة لاغتيال قيادات الفصائل الفلسطينية المسلحة، ونشأ في بيت من التيار اليميني المتشدد، وأدى الخدمة العسكرية الإلزامية عام 1990 ولمدة ثلاث سنوات، وبقي بعد ذلك في الجيش لثلاث سنوات أخرى، وتخرج في الجيش برتبة رائد.
اتجه بينيت بعد ذلك إلى القطاع الاقتصادي، ولكن شغل خلال الفترة السابقة منصب المدير العام لمجلس مستوطنات الضفة، فحصل على شعبية بين المستوطنين، ولاحقاً أقام شراكة مع أييليت شكيد، حركة “يسرائيل شيلي”، وهي من الحركات اليمينية المتطرفة التي تعمل في محيط المؤسسة الحاكمة والكنيست، وتنشط بين الجيش الشاب، خاصة في الجامعات.
وبعد المشاركة في حرب لبنان عام 2006، عمل مديراً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الفترة من 2006 إلى 2008 وتم تعيينه عام 2010 مديراً عاماً لمجلس المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وأسس مع شريكته وزيرة العدل السابقة أياليت شاكيد من حزب “إسرائيلنا” في 2011 -2012 حزب “البيت اليهودي” الذي فاز بـ12 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي خلال انتخابات عام 2013.
وأعيد انتخاب الحزب خلال عام 2015، ومع ذلك فقد انفصل بينيت وشاكيد في 2018 عن الحزب وأسسا حزب “اليمين الجديد” الذي أخفق في الحصول على أي مقعد في الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان من العام الجاري.
وبعد فشلهما في الانتخابات قام نتنياهو بطرد بينيت وشاكيد من الحكومة بعد الانتقادات الحادة التي وجهوها إليه خلال الحملة الانتخابية، ولكن بينيت وشاكيد نجحا بالعودة إلى الكنيست من خلال تحالف حزبهما مع أحزاب يمينية أخرى.
انتخابات ثالثة؟
ورأت أوساط سياسية إسرائيلية أن قرار نتنياهو اختيار بينيت لحقيبة الدفاع، يعني أمراً واحداً وهو عزمه التوجه إلى انتخابات ثالثة، ويأتي التعيين في إطار اتفاق لدمج “الليكود” و”اليمين الجديد” في كتلة واحدة.
وجاءت الخطوة في وقت يواجه فيه المكلف بتشكيل الحكومة وزعيم حزب” أزرق أبيض” الوسطي بيني جانتس صعوبات في تشكيلها، فقد انعقدت 3 اجتماعات على الأقل بين “الليكود” و”أزرق أبيض” للاتفاق، ولكن باءت جميعها بالفشل.
وأشار جانتس في تدوينة على حسابه في “فيسبوك”، الجمعة، إلى أن حزب “الليكود” غير جاد بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي حال أخفق جانتس بتشكيل حكومة، فإنه من المرجح أن تتوجه إسرائيل إلى انتخابات ثالثة بعد الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول الماضيين.
وأظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أن 57% يعتقدون أن البلاد متجهة إلى انتخابات ثالثة مقابل 43% يرونها متجهة لحكومة وحدة.
ويفضل غالبية الإسرائيليين، بحسب الاستطلاع الذي اجرته إذاعة محلية، تشكيل حكومة وحدة.
وقال 56% من الإسرائيليين إن نتنياهو الأنسب لرئاسة الحكومة، مقابل 44% قالوا إن جانتس هو الأنسب، ولكن مسؤول في حزب “أزرق أبيض” قال للإذاعة الإسرائيلية، مساء الجمعة، إن تعيين بنيت وزيراً للدفاع “يقربنا من جولة انتخابات ثالثة”.