“ننتظر تدخُّلاً إلهياً”.. حجاج يهود يرفضون دعوات أوكرانيا لمغادرة حدودها

رفض مئات الحجاج من اليهود “الحاسيديم” مغادرة الحدود الأوكرانية، رغم دعوات إسرائيل بالعودة إلى ديارهم، ومنعهم من طرف السلطات في كييف من دخول البلاد بسبب فيروس كورونا، إذ يُصرون على التوجه إلى دينة أومان في وسط أوكرانيا؛ من أجل زيارة قبر الحاخام ناخمان، مؤسس حركة بريسلوف الحاسيدية، بمناسبة العام اليهودي الجديد.

وفق تقرير لوكالة “فرانس برس” الفرنسية، الخميس 17 سبتمبر/أيلول 2020، فقد غادر أعضاء هذه الطائفة إلى أومان هذا العام رغم دعوة الحكومتين الأوكرانية والإسرائيلية يهود الحاسيديم، الشهر الماضي، إلى عدم السفر، بسبب الوباء.

تدخُّل إلهي: على الحدود الأوكرانية البيلاروسية، قال إسحاق كوهين، وهو أحد الحجاج المتشددين، لوكالة فرانس برس، إن أعضاء طائفته يأملون أن يحدث تدخُّل إلهي.

كوهين، وهو إسرائيلي ينتمي لحركة بريسلوف الحاسيدية في القدس، صرح أيضاً بأنه ينتظر، ويدعو أن يفتحوا الحدود؛ من أجل الاستمتاع “بامتياز الوجود مع حاخامنا إن شاء الله”.

وتابع: “نحن نؤمن بالله، وإذا أراد الله أن يُتم الأمر بهذه الطريقة، فنحن بحاجة إلى فعل أي شيء بوسعنا لإظهار تصميمنا، حتى اللحظة الأخيرة”.

في الجهة المقابلة، أكّدت السلطات الأوكرانية أن الوضع لم يتغير منذ الإثنين 14 سبتمبر/أيلول، عندما بدأت حشود من الطائفة اليهودية تكتظ على الحدود الأوكرانية المغلقة، ولا يزال الحجاج يرفضون المغادرة.

كما قال المتحدث باسم قوات حرس الحدود الأوكراني، أندريه ديمشنكو، لـ”فرانس برس”: “إنهم يرقصون ويغنّون ويُصلون”، في إشارة إلى الحجاج اليهود العالقين.

المتحدث نفسه أوضح أن نحو ألف حاج يهودي يقيمون بين المَعبرين الحدوديين بعد أن سمح الجانب البيلاروسي لهم بالمرور، مشيراً إلى وجود مزيد منهم في بيلاروس.

يأتي هذا في وقت يضغط فيه أعضاء متشددون بالائتلاف الحكومي الإسرائيلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لتمكين اليهود الحاسيديم من ممارسة هذا التقليد، على الرغم من معارضة مسؤولي الصحة الذين يخشون أن يؤدي الحدث الجماعي المزدحم إلى زيادة العدوى.

دعوة للعودة: لكنَّ وزيراً إسرائيلياً دعا الحجاج، الخميس، للعودة إلى البلاد، بعد فشل الجهود المبذولة للسماح لهم بالدخول، بسبب فيروس كورونا.

إذ قال وزير التعليم العالي والمياه زئيف إلكين، عبر تويتر: “أعلنت أوكرانيا أنها لن تسمح بعبور الحدود”.

كما أضاف: “أدعو مواطنينا للعودة إلى إسرائيل والالتزام بتعليمات الحجر الصحي لدى وصولهم”.

فيما تحرص كل من أوكرانيا وإسرائيل على تجنب زيادة عدد الإصابات، وأغلقت كييف الحدود أمام الأجانب حتى أواخر سبتمبر/أيلول، فيما من المقرر أن تفرض إسرائيل إغلاقاً ثانياً لمدة ثلاثة أسابيع، اعتباراً من الجمعة.

في الجهة المقابلة، رفض الحاج اليهودي كوهين دعوة الوزير الإسرائيلي، معتقداً أن “إلكين لا يقرر الحقيقة، هناك إله في العالم”.

وذكرت قوات حرس الحدود في بيلاروس، أن 1216 شخصاً حاولوا العبور منذ الإثنين، بينهم 337 طفلاً.

أزمة على الحدود: إذ دفعت أزمة اليهود العالقين على الحدود إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين بيلاروس وأوكرانيا، المتأزمة بالأساس على وقع الانتخابات البيلاروسية المتنازع عليها.

فكييف تتهم مينسك بتأجيج الخلاف بشأن الحجاج اليهود.

كما اتهمت السلطات الأوكرانية، الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول، بيلاروس بإعطاء الحجاج “أملاً كاذباً” بشأن إمكانية السماح لهم بدخول أوكرانيا، وبنشر “شائعات” بأنّ كييف قد تفتح حدودها في نهاية المطاف.

أما مينسك، فقد دعت كييف إلى بدء حوار مع الحجاج وإظهار الاحترام لحقوقهم.

وقالت الشرطة المحلية، إن ما يصل إلى 3000 من اليهود الحاسيديم وصلوا إلى أومان لحضور الاحتفالات. وشددت أجهزة إنفاذ القانون الإجراءات الأمنية بالقرب من قبر الحاخام ناخمان حيث يتجمع الحجاج.

سجّلت أوكرانيا أكثر من 166 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا وأكثر من 3400 وفاة، والخميس، سجَّلت رقم إصابات قياسياً بلغ 3584 شخصاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى