هجمات إرهابية.. تفاصيل صادمة عن “جماعة برلين” المحظورة
استيقظ الألمان الخميس على مداهمات واسعة ضد جماعة تركية عربية مرتبطة بـ”داعش” وقرار بحظرها، لكن تفاصيل القضية كانت صادمة ومثيرة.
وفي وقت مبكر أمس الخميس، أعلنت وزارة الشؤون الداخلية والرياضة في ولاية برلين على “تويتر” أنها “حظرت الجمعية المعروفة باسم جماعة برلين أو توحيد برلين” القريبة من “داعش” ، وتابعت “نفذت الشرطة مداهمات ضد أهداف الجماعة في برلين وبراندنبورغ”.
وقبل هذا الإعلان، لم يكن كثر يعرفون بأمر هذه الجماعة أو طبيعة نشاطها أو الجرائم المتورطة فيها.
لكن الدردشات والمنشورات الافتراضية والمكالمات الهاتفية التي اعترضتها السلطات الألمانية كشفت استعداد أعضاء الجماعة لتنفيذ هجمات في ألمانيا، وتبنيها أيدلوجية “داعش”، وتوجيه عناصرها إهانات للمستشارة أنجيلا ميركل والألمان بشكل عام.
ووفق دير شبيجل الألمانية، فإن وزارة الداخلية في ولاية برلين وجهت ضرباتها لجماعة “توحيد برلين” لمنع عودة المشهد الإرهابي إلى العاصمة، ومنع وقوع هجمات إرهابية، خاصة وأن السلطات تعتقد أن أنصار الجماعة كانوا مستعدين لشن هجمات عنيفة في البلاد.
وفي تصريحات صحفية، قال وزير داخلية ولاية برلين أندرياس جايزل في “توحيد برلين دعت إلى الجهاد المسلح وشن هجمات ضد المدنيين”، مضيفا “نحن لا نتسامح مع المساحات التي يجري فيها نشر الإرهاب وتمجيد ما يسمى بالدولة الإسلامية “داعش”.
بداية القصة
بعد هجوم برلين في ديسمبر/كانون الأول 2016، كثفت السلطات الألمانية مراقبتها ورصدها للمشهد المتطرف في البلاد، وشنت هجمات استباقية ضد خلايا إرهابية لـ”داعش”.
ومع نهاية 2018 رصدت السلطات قناة جديدة على تطبيق “تليجرام” تحت اسم “جماعة برلين”، ثم ظهرت لاحقا قناة على “يوتيوب” وصفحة على “انستجرام” بنفس الاسم.
وفي هذه الأثناء، كان أبو عمر قائد المجموعة، يلتقي أتباعه بشكل دوري في شقته في برلين، ويلقي محاضرات وأفكار متطرفة، ويحرض أتباعه ضد الألمان الذي وصفهم بـ”الكفار”.
ولم يكن أبو عمر جديدا على المشهد المتطرف إذ كان معروفا للسلطات منذ 2015 واعتاد التواجد في مسجد فصلت في برلين الذي كان معروفا بمسجد “أهل “داعش”.
ومنحت جمعية “توحيد برلين” أبو عمر الفرصة للتحول من متطرف عادي إلى قائد جماعة متطرفة في 3 سنوات فقط، وفق دير شبيجل.
ووفق تقرير لهيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية”، فإن أبو عمر وجماعة “توحيد برلين” يرفضون بشكل قاطع النظام الديمقراطي وسيادة القانون، ويصفون البرلمانات بأنها “آلهة باطلة”.
وذكرت مصادر تحدثت لـ”دير شبيجل” أن جمعية توحيد برلين “عقدت الكثير من أنشطتها واجتماعاتها في شقق وحدائق وحفلات شواء، لكنها السلطات الأمنية لم تفقد بوصلة مراقبة الجماعة”.
وعندما قتل زعيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، نظمت المجموعة ما يشبه التأبين للإرهابي القتيل.
دير شبيجل قالت “التحقيقات لا تزال جارية في قضية جمعية توحيد برلين بصفة عامة، وضد أحد اعضائها بتهمة تمويل الإرهاب أيضا”، مضيفة “أدرجت السلطات 2 من أعضاء الجمعية في قائمة الأشخاص الخطيرين أمنيا”.
ويبلغ عدد أعضاء الجمعية 20 شخصا، وتملك فرع منفصل للنساء تعمل قائدته غير المعروف اسمها على نشر التطرف بين النسوة وتجهيز بعضهن للزواج من المتطرفين الرجال، وفق المجلة الألمانية.
فيما نقلت صحيفة بيلد عن مصادر أمنية أن “أحد أعضاء الجمعية البارزين معروف للشرطة، وكان على علاقة قوية بأنيس العامري”.