هل بدأت رحلة هبوط اليمين المتطرف في معقله بأوروبا؟ انتخابات هامبورغ الألمانية تقول “نعم”
يبدو أن الغالبية في ألمانيا بدأت تنتبه للخطر الذي يمثله اليمين المتطرف بعد تكرار الجرائم الإرهابية لمنتسبيه، وهذا ما عكسته النتائج الأولية لانتخابات ولاية هامبورغ التي شهدت أسوأ هزيمة لحزب المستشارة أنجيلا ميركل ولحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، فما قصة تلك الانتخابات وما تداعياتها على معقل اليمين المتطرف في أوروبا؟
ماذا حدث؟
مني المحافظون بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأحد 23 فبراير/شباط، بأسوأ هزيمة على الإطلاق في الانتخابات المحلية في ولاية هامبورغ، في تصويت يمثل عقاباً لهم من جانب الناخبين على تقربهم لليمين المتطرف في ولاية تورينغين بشرق ألمانيا.
كما أشارت النتائج الأولية إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف سيخرج على الأرجح من برلمان هامبورغ، بعد فشله في الحصول على الحد الأدنى المطلوب كي يكون له تمثيل في برلمان هامبورغ وهو 5%، حيث تشير النتائج الأولية إلى حصوله على 4.7% فقط.
ماذا يعني ذلك؟
في حال تأكيد النتائج الأولية، سوف تكون المرة الأولى التي يخرج فيها حزب البديل من برلمان ولاية ألمانية، وكان الحزب قد استثمر الغضب من سياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين التي انتهجتها ميركل، خاصة في شرق ألمانيا الذي كان تحت الحكم الشيوعي، بحسب رويترز.
الانتخابات تأتي بعد مرور أربعة أيام فقط على قيام مسلح عنصري ينتمي لليمين المتطرف بقتل عشرة أشخاص ثم انتحاره في مدينة هاناو التي تقع في غرب البلاد.
كما أنها أيضاً أول انتخابات منذ تفجر فضيحة سياسية في تورينغين، حيث فاز توماس كيميرتش مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (حزب ميركل) في انتخابات المقاطعة بأصوات حزب البديل -في سابقة كسرت أحد أهم محرمات السياسة في ألمانيا وهو حظر التعامل مع الحزب اليميني المتطرف- وهي الفضيحة التي تسببت في استقالة أنغريت كرامب-كارينباور رئيسة الحزب وخليفة ميركل المنتظرة.
رفض إرهاب اليمين المتطرف
وبحسب المراقبين تأتي الخسارة التي مني بها حزب البديل كرد فعل مباشر على الهجوم الإرهابي في هاناو الأسبوع الماضي، فقد نشرت مجلة بيلد أمس الأحد استطلاعاً للرأي أظهر أن 60% من العينة التي شملها اتفقت على أن حزب البديل من أجل ألمانيا هو السبب الرئيسي والمسئول الأول عن انتشار العنف والتطرف من جانب أعضاء اليمين المتطرف في البلاد، حيث تعتبر ألمانيا أكبر معقل لليمين المتطرف في أوروبا.
هامبورغ هي ثاني أكبر مدينة في ألمانيا، وكان لافتاً هتافات مؤيدين للحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر الفائزين بالمركز الأول والثاني في الانتخابات ”النازيون يخرجون“ وذلك خلال احتفالهم، في إشارة واضحة على رفض عنصرية وإرهاب اليمين المتطرف.
كان وزير الداخلية هورست سيهوفر قد حذر الجمعة الماضية 21 فبراير/شباط، من أن التطرف اليميني يعد “أكبر خطر أمني يتهدد ألمانيا”، وذلك على خلفية جريمة هاناو والتي خرجت على إثرها تظاهرات منددة باليمين المتطرف في مختلف المناطق الألمانية.