هل كان ضعف العرب السبب الرئيسي في إقامة دولة إسرائيل؟
اعتبر الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع أن الاعتقاد بأن ضعف الدول العربية هو السبب الأساسي في قيام دولة إسرائيل يعبر عن رؤية سطحية، مؤكدًا أن ما حدث في فلسطين كان مخططا منذ زمن وله توقيتات محددة.
وقال مطاوع، تعقيبا على نتائج استطلاع رأي أجرته وكالة “سبوتنيك” حول العامل الذي لعب دورا حاسما في إقامة إسرائيل، إن “القراءة السطحية لموضوع القضية الفلسطينية يؤدي إلى نفس النتيجة وهي أن قيام إسرائيل كان بسبب ضعف الدول العربية”، موضحا أن “ضعف الدول العربية هو عامل من العوامل لكن في الحقيقة أن ما حدث في فلسطين كان مخططا منذ فرض الانتداب على الدول العربية وتقسيمها بين انجلترا وفرنسا، وكان جزء من هذا المخطط أن تكون فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ثم تبعه وعد بلفور”.
وشارك في الاستطلاع الذي أجرته الوكالة عبر قناتها على تطبيق “تلغرام” 296 شخصا، ورأى 74 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن ضعف الدول العربية كان السبب الرئيسي في قيام دولة إسرائيل، في حين اعتبر 13 بالمئة أن السبب هو تنفيذ بريطانيا لوعدها بإقامة وطن قومي لليهود، و7 بالمئة اختاروا أسبابًا أخرى، في حين رأي 3 بالمئة أن قوة الجماعات اليهودية وتصميمها، هو السبب في قيام إسرائيل، و3 بالمئة رأوا أن السبب هو الهجرة الكبيرة لليهود بسبب الدعاية الصهيونية والخطر النازي.
وأردف الباحث الفلسطيني قائلا “كان المخطط يسير على قدم وساق بتوقيتات محددة وبدعم غربي، جزء منها الضعف العربي والذي أدى لأن لا تكون المقاومة العربية بالشكل المطلوب، رغم استبسال الشعب الفلسطيني”.
وتابع “لكن لنكن واضحين. بريطانيا تتحمل مسؤولية أخلاقية ومسؤولية قانونية عن هذا الوعد وعن ما حدث، وإن طال الزمن أو قصر يجب على بريطانيا تقدم اعتذار للشعب الفلسطيني، وأن تعترف بالفعلة الشنيعة”.
وأضاف “وعد بلفور ليس مجرد وعد، بل هو جزء من مخطط استعماري استهدف المنطقة وكان في فلسطين وتم ترتيبه بشكل منسق ومسبق”.
وحول العوامل الأخرى التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل، قال مطاوع “الجزء الأساسي هو المخطط، وثانيا الانتداب على الدول العربية، الأمر الثالث هو نتائج الحرب العالمية الثانية والتي أدت لهزيمة ألمانيا، وانتصار الحلفاء أدى لتشكيل عالم جديد، وهذا العالم الجديد كان يريد مكافئة اليهود الذين ساعدوا الأوروبيين، بالإضافة غلى مجموعة من العوامل مثل ضعف التركيبة السياسية في الوطن العربي، معظم الدول العربية كانت في ذلك الوقت غير حاصلة على استقلالها وبالتالي قراراتها لم تكن نابعة من إرادات شعوبها أو إرادات حكامها”.
واستطرد مطاوع قائلا “الأمر الأخير أنه كانت هناك أخطاء حتى على المستوى الفلسطيني، كان هناك تشتت في القوى الفلسطينية في ذلك الوقت، رغم أن فلسطين كانت تعتبر من الدول الثرية وكان لديها علم، هذا ساعدها في إطالة أمد المقاومة وإعادتها فيما بعد في انطلاق ثورة فلسطينية، لكن من الظلم وضع سبب محدد ووحيد لموضوع احتلال فلسطين.
ووعد بلفور هو الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1917 إلى اللورد روتشيلد يعبر فيها عن تعاطف بريطانيا مع مساعي الحركة الصهيونية إقامة وطن لليهود حيث طلب فيها بلفور من روتشيلد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية في المملكة المتحدة وايرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعي الحركة.
وقال بلفور في رسالته نصًا “إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الاخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الاخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي”.
واعتبرت الرسالة موافقة من بريطانيا على إقامة وطن لليهود في دولة فلسطين، وشجعت العديد من يهود القارة الأوروبية على الهجرة خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية.