هل يفرض بيريز شروطه لعودة كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد؟
مرت 4 أيام منذ أن غادر منتخب البرتغال كأس العالم 2022 على يد المغرب، وذرف قائده كريستيانو رونالدو الدموع في مشهد أبكى الكثير من محبيه.
وفي الوقت الذي تكهن فيه البعض بأن ذلك المشهد سيضع كلمة النهاية لمسيرة كريستيانو رونالدو الدولية الحافلة، فإن النجم البرتغالي يبدو أنه لا يزال يسعى للعب في أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية على صعيد الأندية.
وقبل ساعات من مباراة البرتغال الأولى في كأس العالم 2022 أمام غانا، أعلن مانشستر يونايتد عن إنهاء تعاقده مع النجم البرتغالي، بعد سلسلة من الأزمات بين الطرفين بدأت منذ الصيف الماضي، واحتدمت عقب لقاء رونالدو مع الصحفي البريطاني بيرس مورجان، والذي هاجم فيه النادي وإيريك تين هاج مدرب الفريق.
العديد من العروض والتكهنات، على رأسها عرض شديد البزخ من النصر السعودي، وصلت إلى قائد البرتغال، لكن رونالدو نفى أنباء “ماركا” الإسبانية بتوقيعه للنادي السعودي عقب لقاء دور الـ16 أمام سويسرا، ولطالما أكد مرارا أنه يسعى دائمًا للبقاء في أعلى المستويات في أوروبا.
نشرت شبكة “ريليفو” الإسبانية اليوم خبرًا يؤكد أن النجم البرتغالي عاد إلى العاصمة الإسبانية مدريد، بعد 4 أيام من خروج منتخب بلاده من كأس العالم، ويتدرب منفردًا في الـ “فالديديباس” مقر تدريب نادي ريال مدريد.
ولعب كريستيانو رونالدو لريال مدريد بين عامي 2009 و2018، وسجل معه 450 هدفًا في 438 مباراة بمختلف البطولات، وتوج بالعديد من الألقاب، على رأسها دوري أبطال أوروبا في 4 مناسبات.
ورحل رونالدو عن النادي الملكي في صيف 2018 منتقلًا إلى يوفنتوس الإيطالي، ومنه عاد إلى مانشستر يونايتد في صيف 2021.
وتقول الشبكة الإسبانية إن رونالدو حصل على إذن من نادي ريال مدريد لاستخدام أحد ملاعب تدريبات النادي لإجراء تدريبات منفردة، بعيدًا عن الملعب الرئيسي الذي يستخدمه الإيطالي كارلو أنشيلوتي لإجراء تدريبات الفريق الأول، في مفاجأة كبيرة لجميع الحاضرين صباح الأربعاء.
كريستيانو رونالدو وآخر ألقابه الأوروبية مع ريال مدريد
وقرر رونالدو التدرب في مقر تدريب ناديه الأسبق، حيث يراه المكان الأكثر خصوصية بعيدًا عن أعين المصورين والصحافة، لكن رغم ذلك فإنه بمجرد انتشار أنباء تواجده، حدثت ثورة بين اللاعبين الناشئين في النادي الذين يرغبون في التقرب من رونالدو والتقاط صور شخصية معه.
أكدت التقارير الصحفية الصيف الماضي أن ريال مدريد كان أحد خيارات النجم البرتغالي، إلا أن الرغبة لم تكن مشتركة من بطل أوروبا الحالي.
ويبدو أن المياه قد تعود لمجاريها تدريجيًا، فتلك الخطوة تأتي في سلسلة من التحركات المشتركة بين رونالدو وإدارة ريال مدريد، وقد سبق لفلورنتينو بيريز، رئيس النادي الملكي، في 2019 أن صرح لـصحيفة “أوندا سيرو” الإسبانية أنه لا خلافات مع النجم البرتغالي.
وقال بيريز آنذاك: “سأتذكره دائمًا بأنه أفضل لاعب قمنا بالتوقيع معه على الإطلاق. لقد كان دائمًا مثالًا للاحترافية.. لا يوجد خلاف معه على الصعيد الشخصي أو المادي”.
لكن في أغسطس/ آب الماضي في “هلسنكي” الفنلندية، على هامش بطولة كأس السوبر الأوروبي، استجاب بيريز لسؤال مجموعة من الجماهير التي وثقت اللحظة.
وطالبت مجموعة من جماهير ريال مدريد الموجودة في فندق إقامة الفريق، رئيس النادي فلورنتينو بيريز بإعادة النجم البرتغالي إلى ملعب “سنتياجو برنابيو”، فجاءت إجابته الصادمة: “ماذا.. مرة أخرى؟ إنه في الـ38 من عمره”.
وكان البرتغالي في ذلك الوقت على ذمة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي أما الآن فهو بلا ناد.
كريستيانو رونالدو وكارلو أنشيلوتي
سيكون رونالدو خيارًا محببًا للمدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي كذلك، والذي دافع قبل أيام قليلة عن النجم البرتغالي، حيث قال: “لقد دربته لعامين تقريبًا.. لم يمثل أي مشكلة لي إطلاقًا، بل كان مساهمًا في حل المشاكل”
وأضاف: “إنه لاعب استثنائي ويتدرب بجد ويهتم بكل التفاصيل. لقد جعل كل الأمور سهلة بالنسبي لي”.
وفي الوقت الذي يشيد فيه أنشيلوتي برونالدو، ومع المواقف التي تؤكد أن بيريز يعتبر منشآت ريال مدريد تحت تصرف البرتغالي وقتما شاء، هل يتنازل البرتغالي من جهته بما يسمح بأن نشاهد رقصة أخيرة له في “سانتياجو بيرنابيو”؟
ربما إن أدرك رونالدو أنه لن يكون خيارًا أساسيًا في حال العودة، مع إدراك حقيقة أنه لن يكون الأكثر تقاضيًا للرواتب في النادي في ظل تألق أسماء أخرى بالفعل منحت النادي لقبه الأوروبي الرابع عشر قبل أشهر، فإن الصفقة التي يتمناها عدد غير قليل من جماهير ريال مدريد قد تحدث لتشعل من سخونة ميركاتو الشتاء.