واشنطن تكيل المديح لـ”طالبان”: أظهرت مرونة واحترافية
أكد البيت الأبيض، الخميس، أن حركة طالبان “أظهرت مرونة ونهجا احترافيا” في تعاملها مع تسهيل مغادرة الأمريكيين من مطار كابول.
وقال مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، إن رحلة للطيران العارض تقل مواطنين أمريكيين وغيرهم من أصحاب الإقامة الدائمة هبطت بسلام في قطر قادمة من أفغانستان، وذلك بالتعاون مع حركة طالبان.
وأكدت إميلي هورن المتحدثة باسم المجلس في بيان “طالبان كانت متعاونة في تسهيل مغادرة المواطنين الأمريكيين وحاملي الإقامة القانونية الدائمة في رحلات للطيران العارض”.
وتابعت: “لقد أظهرت مرونة ونهجا عمليا واحترافيا في تعاملها معنا في هذا المسعى. هذه خطوة إيجابية أولى”.
كانت طائرة تقل 200 راكب من بينهم أمريكيون أقلعت من مطار كابول، الخميس، في أول رحلة إجلاء لرعايا أجانب منذ استكمال الانسحاب الأمريكي.
وهذه أول رحلة من نوعها منذ إجلاء أكثر من 120 ألف شخص في عملية اتسمت بالفوضى وتوقفت مع استكمال الانسحاب الأمريكي.
ومساء الأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، رسميا عدم اعترافها بحكومة أفغانستان الجديدة.
وأعلنت حركة طالبان، الأربعاء، تشكيل حكومة لتصريف الأعمال، من أجل السيطرة على الأوضاع وتسيير الشؤون التنفيذية للبلاد.
ويترأس الحكومة الجديدة محمد حسن أخوند، المستشار السياسي السابق لمؤسس الحركة الملا محمد عمر، كما تضم العديد من الذين كان لبعضهم تأثير كبير في نظام طالبان خلال التسعينيات.
واستنكرت طالبان، تصريحات الولايات المتحدة، حول وجود أفراد في الحكومة الجديدة ضمن “القائمة السوداء”، خاصة وزير الداخلية سراج الدين حقاني.
وفي بيان صباح اليوم الخميس لطالبان، نشره وكيل وزارة الإعلام ذبيح الله مجاهد، قالت الحركة إن موقف واشنطن بشأن شبكة حقاني “انتهاك واضح لاتفاق الدوحة، وهو ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو أفغانستان”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية انتقدت في تعليقها على الحكومة المؤقتة لطالبان، وجود أعضاء من “شبكة حقاني”، مدرجون على القائمة السوداء للولايات المتحدة، ومطلوبون لأجهزة واشنطن الأمنية والمخابراتية.
وردّت طالبان في بيانها اليوم بأن “عائلة حقاني هي جزء من الإمارة الإسلامية، وليس لها اسم وتنظيم منفصلان، وكان من الممكن إزالتها من القائمة السوداء إذا كان الطلب لا يزال ساري المفعول”، في إشارة إلى إدراج أفراد الشبكة على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وعلى مدى السنوات الماضية، ظلت الشبكة قوة طالبان الضاربة منذ انضمت إليها عام 1995، ضد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والحكومة الأفغانية، وكان مؤسسها جلال الدين حقاني، أبرز المقاتلين ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان.
وأدرجت الولايات المتحدة شبكة حقاني على قائمة عقوباتها، منذ سنوات، ورصدت ملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال سراج الدين نجل مؤسس الشبكة، لاتهامه بـ”ارتكاب عمليات إرهابية”.