وباء الفتيات العذارى.. هل سمعت عنه؟
على مدار تاريخ الممالك الإسلامية، ضرب الأمة الإسلامية العديد من الأوبئة والفيروسات القاتلة التى حصدت أرواح الكثير من البشر، وتسببت فى حالة من الهلع والفزع، واعتقد الناس حينها أنها نهاية العالم لا ريب.
ومع تزايد المخاوف من تفشى فيروس كورونا: كوفيد 19، وعدم وجود أى مصل أو لقاح له حتى الآن، أصبح مشهد النهاية الكبير يدور فى مخيلة البعض، لكن المسلمين على مدار تاريخهم واجهوا أوبئة كثيرة بعضها كانت له قصص غريبة، من بينها طاعون الفتيات العذارى، فهل سمعت عنه؟
بحسب موقع الفتاوى الإسلامية “إسلام أون لاين” وقع فى عام 87 هجريا، وقع طاعون كبير في أرض العراق وبلاد الشام، سمي بطاعون الفتيات لأنه وقع بالنساء والعذارى أولاً، فوقع بالنساء قبل الرجال، بينما سماه البعض بطاعون الأشراف لكثرة ما توفي فيه من أشراف القوم وأكابرهم (فاضل،2011، ص105).
وذكر الحافظ إسماعيل ابن كثير، 701-774 للهجرة، في تاريخه الكبير (البداية والنهاية) في وفيات سنة 86 هـ: “وفيها كان طاعون بالشام والبصرة وواسط، يسمى طاعون الفتيات، لأنه أول ما بدأ بالنساء، فسمّي بذلك”.
ويشار إلى أن ثمة اختلافاً بين الإخباريين العرب، حول تحديد سنة طاعون الفتيات هذا، ففيما أكد ابن كثير، إنه في سنة 86 هـ، وضعه آخرون في سنة 87، كما في (الفتوحات الربانية على الأذكار النووية” لمحمد بن علان البكري الشافعي المتوفى سنة 1057 هـ، فيضعه في سنة 87 ويقول: “وسمّي طاعون الفتيات، لأنه بدأ في العذارى، في البصرة وواسط والكوفة والشام”.
وكذلك فعل الحافظ ابن حجر العسقلاني 773-852 هـ، في (بذل الماعون في فضل الطاعون) فقال: “وفي سنة سبع وثمانين، كان طاعون الفتيات، لكثرة من مات به من النساء الشواب”. مع الإشارة إلى أن العسقلاني، كان فقد ثلاثاً من بناته، بوباء الطاعون، والكبيرة منهن، وتدعى زين خاتون، ماتت بالطاعون سنة 833هـ وهي حامل.
ويأتي تفصيل آخر في المصدر السابق، حول لغز الطاعون الذي أطاح أولا بالنساء، نقلاً من السيوطي: “سمّي طاعون الفتيات لكثرة من مات فيه من النساء والعذارى.