بريطانيا سبقت بتخصيص وزارة للوحدة

الوزارة الجديدة التي أعلنت عنها اليابان منتصف فبراير/شباط 2021 ليست الأولى من نوعها في هذا التخصص، فقد كانت المملكة المتحدة هي أول دولة تعيّن وزيرة للوحدة بعد أن وجد تقرير في 2017 أن أكثر من 9 ملايين شخص في المملكة المتحدة من إجمالي 67 مليون مواطن، يشعرون بالوحدة والعُزلة.

من هنا أضافت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي مهام وزارة الرياضة والمجتمع المدني في البلاد إلى وزارة الوحدة عام 2018 لمعالجة الظاهرة.

قالت ماي في تصريحات حينها تعليقاً على استحداث الوزارة: بالنسبة للكثير من الناس الوحدة هي الحقيقة المحزنة للحياة الحديثة.. وكان يجب أن نعمل لحل تلك المشكلة. وقد تولّى 3 وزراء حتّى الآن مهام هذا المنصب حتى الآن.

وزيرة المراحيض!

في اليابان أيضاً، للمراحيض اهتمام كبير وصل حد تخصيص متحف ضخم لهذا الموضوع وهو متحف TOTO. بميزانيةٍ بلغت أكثر من 60 مليون دولار.

من هذا المنطلق أطلقت وزيرة تمكين المرأة اليابانية “هاروكو أريمورا” لقباً غير رسمي إلى مهام منصبها في 2014، وهو “وزيرة للمراحيض” بعدما حققت إنجازاً ضخماً في هذا الاختصاص عملت من خلاله على تمكين السيدات في اليابان.

وجاء هذا اللقب بسبب حرص الوزارة على “تحسين المراحيض العامة باعتباره أمراً محورياً في النهوض بالمرأة وتمكينها”، وقالت الوزيرة في تصريحات حينها: “لا تستطيع النساء استخدام المراحيض المتهالكة شديدة القذارة في الحدائق العامة.. لذا من أجل تمكين المرأة التي تعمل في الأماكن العامة من الازدهار كان من الضروري تحسين تلك المراحيض لهن”.

وزارة اليوغا والطب البديل في الهند

من وزارة المراحيض إلى اليوغا هذه المرة. فقد استحدثت حكومة رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” وزارة جديدة  خصيصاً لتعزيز الممارسات الطبية الهندية التقليدية واليوغا عام 2014.

تم تعيين شريباد نايك على رأس تلك الوزارة لإدارة قسم اليورفيدا (وتعني علم الحياة) وثقافة تمارين اليوغا التأمُّلية وتخصُّصات المداواة الطبيعية بعلوم الطب الشعبية في الهند. وقد صرحت الحكومة آنذاك بأنها تعتزم إقامة إدارات ومستشفيات تقدم الطب البديل لتحسين خدمات الصحة في البلاد.

وفي حين قوبل تشكيل الوزارة بالكثير من الجدل حينها، كان أحد أنجح إنجازاتها في إقرار يوم عالمي لليوغا عام 2015 بمنظمة الأمم المتحدة، حيث لاقى المقترح إجماع 175 دولة من الدول الأعضاء.

قسم للدعاية والتحريض بكوريا الشمالية!

تروّج حكومة كوريا الشمالية لرواياتها الرسمية “الغريبة”، التي تراوحت من كون زعيم الدولة السابق كيم غونغ إيل وراء اختراع شطائر الهامبرغر وصولاً إلى تسجيله 11 هدفاً في حفرة واحدة خلال المرة الأولى له في لعب الغولف.

لكن بدلاً من تسمية قسم الدعاية التابع للدولة بمسميات مثل وزارة الإعلام أو الصورة العامة للدولة، قامت الحكومة في بيونغ يانغ بتسميتها قسم “إدارة الدعاية والتحريض”.

وفي يوليو/تموز 2015، عين الرئيس الحالي كيم غونغ أون شقيقته كيم يو جونغ لقيادة اللجنة، وذلك قبل أن تصل درجة الدعاية في عهده لمستوى قد يكون غير مسبوق. ومن بين القصص التي روج لها ذلك القسم وسنّه ضمن المناهج الدراسية في كوريا الشمالية، هو قدرة كيم جونغ أون على قيادة السيارة بمهارة منذ بلوغه سن الثالثة.

وزارة للسعادة من أجل حياة أفضل!

من أجل “سعادة ورضا المواطنين”، أعلن رئيس وزراء دولة الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2016 عن تشكيل حقيبة وزارية جديدة في الدولة تحت اسم وزارة السعادة، ضمن تعديلات وزارية كبرى حينها؛ وقال في تصريحاته وقتئذ إن المنصب الجديد سيعمل على “خلق الخير والرضا الاجتماعيين في الدولة”.

وتصر الوزيرة عهود الرومي على أن وظيفتها ليست مزحة، فهي “ستتحمل المسؤولية التي حددتها الحكومة لجعل البلاد من أكثر خمس دول سعادة في العالم بحلول عام 2021”. وبحسب تقرير السعادة العالمي الصادر عن الأمم المتحدة في 2020 والذي صنفت فيه الدول وفقاً لعدة عوامل أبرزها متوسط العمر والدعم الاجتماعي والفساد، تحتل الإمارات المرتبة 121 من بين 157 دولة.

لم تكن الإمارات هي الأولى في تخصيص وزارة كاملة لهذا التخصص، ففي عام 1972 قررت بوتان، المملكة البوذية الصغيرة الملاصقة للحدود الصينية في جبال الهيمالايا، تأسيس وزارة للسعادة الوطنية. وقد قامت المملكة بذكر سعادة مواطنيها في المادة التاسعة من الدستور. كما تقوم الدولة خلال التعداد الوطني السنوي للسكان، بسؤال كل مواطن بروتاني عما إذا كان “سعيدا أم لا”. وتعد مملكة بوتان هي ثامن أسعد دولة بالعالم.