وصف خصمه بـ”العار الوطني”.. جو بايدن يعاود الهجوم الشديد على ترامب ويدعو الأمريكيين لعدم انتخابه
غداة مناظرته الأولى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أثارت ضجة واسعة، استأنف جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، حملته الانتخابية، الأربعاء 30 سبتمبر/أيلول 2020، واصفاً تصرفات غريمه الجمهوري بأنّها “عار وطني”.
كذلك وفيما يبدو أنه محاولة منه لنزع صورة “جو النعسان” التي يسعى الرئيس الجمهوري لإلصاقها به، انطلق المرشح السبعيني عبر القطار إلى ولايتي أوهايو وبنسلفانيا العماليتين.
مناظرة المرشحَين: ورغم الجلبة التي عمت المناظرة، بدا المعسكر الديمقراطي واثقاً بالأداء الذي قدّمه مرشّحه (77 عاماً) الذي صمد أمام هجمات ترامب أمام عشرات الملايين من الأمريكيين، وقوفاً ومن دون أي استراحة كما تنص قواعد البرنامج، ليثبت أنه ليس “نعِساً” كما يسمّيه ساخراً ترامب (74 عاماً).
فيما قال الديمقراطي من محطة قطار كليفلاند، إنه خلال أربعة أعوام من الرئاسة، لم يلتزم بوعده، لقد نسي الأمريكيين المنسيَّين الذين وعد بالدفاع عنهم، وأضاف: “تحلّوا بالثقة، لقد عدنا”.
لاحقاً، قال نائب الرئيس السابق باراك أوباما، في إحدى محطات حملته بأوهايو قبل انطلاقه إلى بنسلفانيا، إنه ربما لا ينبغي له أن يقول هذا، لكنه يجد أن الطريقة التي قاد بها الرئيس الولايات المتحدة هي طريقة عار وطني.
في حين يجري المرشح الرئاسي وزوجته جيل بايدن توقُّفات عدة بالولايتين المهمتين اللتين فاز بهما ترامب عام 2016.
تهديد على الطاقة: لكن الملياردير انتزع الانتصار بصعوبة في بنسلفانيا التي اعتادت لأعوامٍ التصويت للديمقراطيين. ويمكن في حال عاد الوضع إلى حاله السابقة، أن يمهد طريق البيت الأبيض أمام بايدن المتصدر في الاستطلاعات الوطنية والولايات المهمة.
من واشنطن التي عاد إليها ليلاً، قدّم الرئيس حصيلة سلبية للمناظرة على تويتر، قبل أن يشارك بتجمُّع في مينيسوتا مساء الأربعاء. واعتبر ترامب أن خصمه يمثل تهديداً على قطاع الطاقة وحق حمل السلاح و”القانون والنظام”. وأضاف: “سيحطم بلدنا!”.
من جانبها قالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية عبر محطة “إم إس إن بي سي”، إن الجميع قد شهد على صدق جو بادين ورأى الفرق معه.
كذلك فعند كل مناظرة تُجري وسائل إعلام أمريكية استطلاعات سريعة للرأي؛ لمعرفة من فاز بها. وأظهر استطلاع لمحطة “سي بي إس”، أن جو بايدن تقدَّم بشكل طفيف على ترامب، إلا أن 69 % من المشاهدين أعربوا خصوصاً عن “امتعاضهم” من أجواء المناظرة. لكن ينبغي الإشارة إلى أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فازت عام 2016 بالمناظرات الثلاث أمام دونالد ترامب، الأمر الذي يخفف من أهمية هذه المواجهات.
لكنّ الفرق عن عام 2016 هو أن المرشح الديمقراطي وخلافاً لكلينتون، تمكن من الاستناد إلى السنوات الأربع لولاية ترامب. ولم يتوانَ جو بادين عن التذكير بحصيلة كوفيد-19 البالغة 200 ألف وفاة. وقال: “نشكل 4% من سكان العالم ولدينا 20% من الوفيات”.
ووصف بايدن، ترامب بأنه “أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة” و”مهرج” و”جرو بوتين”. وأكد أن “الجميع يعرف أنه كذّاب” قبل أن يصيح في وجهه: “هلا تخرس يا رجل”. وبسبب ردود الفعل السلبية، سريعاً ما أعلن المنظمون وضع قواعد جديدة؛ وذلك للحفاظ على النظام خلال المناظرتين المقبلتين في 15 و22 أكتوبر/تشرين الأول.
هجوم شديد: في المقابل هاجم ترامب المرشحَ الديمقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي، قائلاً له: “أنت لا تمتَّ للذكاء بِصلة”. وعمد الرئيس الأمريكي، المرشح لولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، إلى وصف منافسه بأنّه “دمية في يد اليسار الراديكالي” سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ.
كما تعرض ترامب، المتخلّف عن بايدن في استطلاعات الرأي، لانتقادات شديدة من المعسكر الديمقراطي، بسبب جوابه المبهم عندما سأله الصحفي ما إذا كان مستعداً للتنديد بالمنادين بتفوق البيض مثل “براود بويز”.
لكن في النهاية دعا الرئيسُ الأمريكي جماعة “براود بويز” إلى التراجع والبقاء جاهزين، ويبدو أن هذه المجموعة سارعت إلى اعتماد هذا الشعار الذي بثته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حيث إن هذه الجماعة اليمينية المتطرفة التي شُكلت عام 2016، ضالعة في أعمال عنف عدة استهدفت متظاهرين مناهضين للعنصرية في حركة “بلاك لايفز ماتر”.