وفاة سوداني في ليبيا.. قلق أممي من تعذيب اللاجئين

عبّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها، بعد وفاة طالب لجوء سوداني بالعاصمة الليبية طرابلس غرب البلاد.

واستنكرت المفوضية الأممية، في بيان لها الأربعاء،وفاة طالب لجوء يحمل الجنسية السودانية، يبلغ من العمر 25 عاماً، في أحد مستشفيات العاصمة طرابلس.

وأوضحت المفوضية أن الضحية وصل إلى ليبيا منذ عامين، عقب فراره من دارفور بسبب الصراع، واحتجز في مركز إيواء “المباني” بعد سلسة المداهمات والاعتقالات التي قامت بها السلطات الليبية.

وحثّت مفوضية شؤون اللاجئين  على ضرورة فتح تحقيق في حادثة القتل، مُجدّدةً دعوتها للسلطات الليبية باحترام حقوق الإنسان وكرامة طالبي اللجوء واللاجئين، إضافةً إلى وقف عمليات الاعتقال وإطلاق سراح المعتقلين.

يُشار إلى أن عددًا من المنظمات الدولية والحقوقية نددت بمعاملة اللاجئين في طرابلس حيث وصفتها بأنها انتهاك لحقوقهم خاصةً بعد حادثة المداهمة الأمنية بمنطقة قرقارش مطلع أكتوبر الجاري، وتوقيف ما لا يقل عن أربعة آلاف مهاجر إلى جانب مقتل ستة منهم وإصابة آخرين في أحداث متلاحقة.

وكانت مفوضية الأممية لحقوق الإنسان دعت، الثلاثاء، إلى فتح تحقيق عاجل في استخدام القوة ضد المهاجرين بالعاصمة الليبية طرابلس.

وطالبت المتحدثة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، مارتا هورتادو، في تصريحات لها على الموقع الإلكتروني للمفوضية، السلطات في ليبيا بالإفراج عن جميع المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين تعسفياً، ووقف المداهمات ضد مراكز احتجازهم، ووقف إجلائهم، والتوقف عن تجريمهم.

ولفتت إلى أنه في الأسبوع الماضي ، كانت هناك سلسلة من الحوادث الكبرى ، بدأت في 1 أكتوبر عندما داهم موظفو وزارة الداخلية مستوطنة عشوائية في قرقارش – على بعد حوالي 12 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس – غرب ليبيا، حيث يعيش مئات المهاجرين وطالبي اللجوء ، بمن فيهم الأشخاص المسجلون.

وتم نُقل جميع المعتقلين إلى مركز احتجاز تديرها الحكومة في طرابلس، وتم احتجازهم في زنازين شديدة الاكتظاظ مع قلة فرص الحصول على الطعام أو الماء.

وفي 2 أكتوبر / تشرين الأول الجاري، نُقل مئات المهاجرين من المباني إلى مركز احتجاز غريان غرب ليبيا، حيث احتُجزوا في ظروف غير صحية..

أيضا في الشهر الجاري، تمكن 500 مهاجر من الفرار من مركز غريان حيث طاردهم الحراس الذين فتحوا النار والذخيرة الحية عليهم.

وبحسب المعلومات الأولية، قُتل ما لا يقل عن أربعة أفراد بالرصاص، وأصيب آخرون.

وفي 8 أكتوبر / تشرين الأول، حدث هروب جماعي، وانتشرت صور ومقاطع فيديو لفرار طالبي اللجوء من مراكز الاحتجاز إلى شوارع العاصمة طرابلس، غرب البلاد، في مشاهد أثارت الفزع في قلوب ساكني المدينة.

إلا أن ما أثار الفزع أكثر، إطلاق النار على المهاجرين غير الشرعيين، ما أودى بحياة شخص واحد على الأقل وإصابة 15 آخرين، وتوقيف أكثر من 5 آلاف شخص في عدة مراكز احتجاز التي باتت “مكتظة وغير صحية”

اعتقال الآلاف

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن التقارير الواردة من مسؤولين في إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية، أفادت باعتقال ما لا يقل عن 4 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال، أثناء هذه العملية الأمنية، مؤكدة أن المهاجرين العزّل تعرضوا للمضايقات والضرب وإطلاق النار في داخل منازلهم.

وشددت مارتا هورتادو، على أن الأمم المتحدة لطالما أعربت عن إدانتها للظروف اللاإنسانية داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا والتي يُحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في مرافق شديدة الاكتظاظ تفرض فيها قيود على إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية التي قد تنقذ حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى