وقف النار بغزة.. زخم إضافي وصفقة مرتقبة
مع تحرك أمريكي كثيف يسبق تسلم دونالد ترامب للسلطة، اكتسبت مؤشرات قرب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة زخما إضافيا.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في ختام محادثات عقدها مع مسؤولين إسرائيليين في إسرائيل: “إننا نتطلع إلى إبرام صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار”.
وأضاف في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته إلى مصر وقطر: “حان الوقت لإنهاء المهمة وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم”.
ولفت إلى أنه لا يشعر بأن نتنياهو ينتظر ترامب لإغلاق الصفقة، وأن الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بتأمين صفقة بحلول نهاية الشهر.
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن «هدف زيارتي المقبلة إلى الدوحة هو التأكد من إغلاق الصفقة هذا الشهر. لم أكن لأكون هنا لو كنت أتصور أنه سيقام في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل» وهو يوم تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للسلطة في البيت الأبيض.
في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين في غزة، قال: «كل يوم يحمل مخاطر متزايدة وهذا هو السبب في وجود مثل هذا الإلحاح للتوصل إلى هذه الصفقة.. بمجرد أن نتمكن من إغلاق هذه الصفقة، يجب أن نغلق هذه الصفقة».
وأشار سوليفان إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن ثلاثة رهائن أمريكيين على قيد الحياة و4 متوفين، مضيفًا: “ليس لدينا دليل على الحياة منذ فترة قصيرة جدًا حتى أتمكن من قول ذلك على وجه اليقين”,
وبحسب سوليفان، فإن واشنطن “تعمل على أساس أن سبعة أمريكيين محتجزون، ثلاثة منهم على قيد الحياة وأربعة متوفون”.
بلينكن على الطريق
وتزامن تحرك سوليفان مع حراك يقوم به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الأردن وتركيا.
وقال المتحدث بلسان وزير الخارجية الأمريكي ماثيو ميلر في بيان تلقته “العين الإخبارية” إثر لقاء بلينكن مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: “ناقش الوزيران الحاجة الملحة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، وأكدا على الحاجة إلى زيادة كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة”.
ومن جهتها قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير تابعته “العين الإخبارية”: “قام رئيس الموساد ديفيد برنياع بزيارة سرية إلى الدوحة يوم الأربعاء للقاء رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني ومناقشة صفقة إطلاق سراح الرهائن”.
وأضافت: “تأتي زيارة برنياع في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل وحماس والوسطاء إتمام صفقة بحلول الشهر المقبل، بما يتماشى مع الجدول الزمني القصير الذي حدده الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي دعا الطرفين إلى التوصل إلى اتفاق بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني”.
حماس تتراجع
وتابعت: “كما التقى برنياع وآل ثاني لمناقشة وقف إطلاق النار واتفاقية الرهائن قبل أكثر من أسبوع في فيينا”، مشيرة إلى تقارير أفادت بأن “حماس تراجعت في الأيام الأخيرة عن أحد مطالبها الأساسية ووافقت على صفقة من شأنها أن تستلزم وجودًا مؤقتًا للجيش الإسرائيلي في طريق فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر) وممر نتساريم (وسط قطاع غزة) بعد سريان وقف إطلاق النار”.
وأضافت أنه استنادا إلى التقارير فإن حماس “وافقت أيضا على أنها لن تدير أو يكون لها وجود في الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين مصر وغزة، وأن حماس قدمت للوسطاء قائمة بأسماء الرهائن – بما في ذلك مواطنون أمريكيون – التي تستعد للإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الهدنة”.
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الأربعاء إن “هناك الآن فرصة لإبرام صفقة جديدة من شأنها تمكين عودة جميع الرهائن، بما في ذلك أولئك الذين يحملون الجنسية الأمريكية”.
وفي تصريح آخر أدلى به كاتس وأوردته قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية يوم الأربعاء، ورد أنه أبلغ عائلات الرهائن الإسرائيليين أنه “منذ عمليات الإفراج الأخيرة [في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي]، هذه هي المرة الأولى التي نشعر فيها أن الوقت قد حان لإبرام صفقة بشأن الرهائن”.
وأعرب المسؤولون الإسرائيليون والأجانب المشاركون في المحادثات عن تفاؤلهم بشأن فرص التوصل إلى اتفاق، أو على الأقل مرحلتها الأولية، بفضل استعداد حماس الجديد لتليين مواقفها” وفق صحيفة “هآرتس”.
واستدركت: “ومع ذلك، قال البعض إن الفجوات بين الطرفين لا تزال كبيرة، ومن السابق لأوانه القول ما إذا كان من الممكن حل النزاعات المتبقية”. ومع ذلك فإن معارضة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش للاتفاق ما زالت قائمة.
وقال في مؤتمر بالقدس الغربية، مساء الأربعاء: “لا يجوز الموافقة على صفقة تبادل تنطوي على الاستسلام وتقويض إنجازات الحرب”، مضيفًا: “الطريق الوحيد لإعادة المخطوفين يتم من خلال سيطرة مدنية في قطاع غزة وادارة توزيع المساعدات الإنسانية”.