“وول ستريت جورنال”: مصر وإسرائيل تجريان محادثات لإعادة فتح معبر رفح
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، يوم السبت، بأن مصر وإسرائيل تجريان محادثات لإعادة فتح معبر رفح.
وقال مفاوضو السلام العرب إن مصر تجري محادثات مع إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح الحدودي مع غزة في إطار جهد جديد قد يسمح بتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع وخلق تحرك نحو اتفاق أوسع لوقف القتال هناك.
وكان مسؤولون مصريون قد زاروا إسرائيل في وقت سابق هذا الأسبوع للتفاوض على شروط إعادة فتح المعبر الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير في إيصال المساعدات وتوزيعها، علما أن المعبر أغلق منذ مايو 2024 عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في بلدة رفح الحدودية في غزة.
وتهدف الخطة الجديدة إلى البناء على الزخم الذي ولّده هذا الأسبوع وقف إطلاق النار في لبنان والذي صمد على نطاق واسع لليوم الرابع بعد شهرين من القتال العنيف بين إسرائيل وحزب الله.
وإذا اتفقت مصر وإسرائيل، فمن الممكن أن يتم فتح المعبر في أوائل ديسمبر، وفقا للمفاوضين العرب.
وتعتبر المساعي الجديدة لإعادة فتح المعبر جزءا من اقتراح جديد تتم مناقشته مع كل من إسرائيل وحماس لوقف القتال في غزة لمدة 60 يوما على الأقل والسماح لإسرائيل بالحفاظ على وجود عسكري في القطاع، وسيبدأ إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة بعد 7 أيام.
وقال المفاوضون إنه من المتوقع أن يناقش مسؤولو حماس الاقتراح الجديد في القاهرة يوم السبت.
وأكد مسؤول في حماس أن وفدا سيتوجه إلى القاهرة لكنه امتنع عن التعليق على جدول أعماله.
ويوم الأربعاء أعربت حماس عن انفتاحها على وقف إطلاق النار عندما علقت على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في لبنان، لكنها قاومت منذ فترة طويلة الشروط التي تهم إسرائيل.
ومع ذلك، فقد أدى وقف إطلاق النار في لبنان إلى إخراج حزب الله، حليف حماس، من المعركة مما ترك حماس معزولة وضعيفة بعد أن قتلت إسرائيل العديد من كبار مسؤوليها ونشطائها، بمن فيهم زعيمها يحيى السنوار في أكتوبر.
ووفق الصحيفة الأمريكية، أشارت كل من مصر وحماس إلى أنهما لن تصرا على مغادرة الجيش الإسرائيلي من معبر رفح الحدودي من جانب غزة على الفور، في تحول كامل عن مطلب رئيسي أحبط المحاولات السابقة لإعادة فتح المعبر.
وبموجب اقتراح إعادة فتح معبر رفح، ستساعد السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، في إدارة الجانب الفلسطيني من المعبر مع تخلي حماس عن السيطرة بالكامل، فيما تقوم إسرائيل بفحص أسماء الأشخاص الذين يمرون عبر المعبر.
وفي المراحل الأولى، سيتم السماح لـ 200 شاحنة مساعدات بالدخول إلى غزة يوميا، بحسب المفاوضين العرب.
وقال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية عبر متحدث باسمه: “لم يتم تأكيد أي شيء في الوقت الحالي”.
ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق، كما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق على ما يتم تداوله.
والخميس، قال نتنياهو لوسائل إعلام إسرائيلية إنه غير مستعد لإنهاء الحرب في غزة، مؤكدا ما جاء على لسانه يوم الثلاثاء حين صرح بأن تل أبيب “ستكمل مهمة القضاء على حماس”.
وهدد أعضاء ائتلاف نتنياهو المتشددون منذ أشهر بتقويض استقرار حكومته إذا وقع رئيس الوزراء اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينهي الحرب دون تدمير حماس، لكنه يتعرض لضغوط متجددة من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة وضغوط تمارسها إدارة بايدن في أعقاب اتفاق لبنان.
وسلط الاتفاق في لبنان الضوء على الظروف القاسية في قطاع غزة، حيث أدى القتال المستمر منذ أكثر من عام إلى تدمير جزء كبير من القطاع وتشريد أكثر من مليوني شخص يعيشون هناك، وقتل أكثر من 44.000 شخص.
جدير بالذكر أن المحادثات في غزة أصبحت في حالة ركود مع تحول اهتمام المنطقة إلى لبنان وضغط إسرائيل لعملية في الجزء الشمالي من القطاع لقتل فلول حماس التي أعادت تنظيم نفسها هناك، وقد ترك القتال والحصار إلى جانب الطقس البارد، السكان يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية.
وقال وسطاء في ذلك الوقت إن مصر اقترحت في أكتوبر وقف إطلاق النار على نطاق صغير لمدة تصل إلى أسبوعين على أمل بناء زخم للتوصل إلى اتفاق أكبر.
وعرضت إسرائيل بشكل منفصل على أعضاء حماس المرور الآمن إلى دولة أخرى إذا توقفوا عن القتال وأطلقوا سراح الرهائن، وسرعان ما رفضت حماس العرض.