ينتحلون هويات أشخاص آخرين ويسرقون درجة الامتحانات.. الصين تجرّم الاحتيال في امتحانات الجامعات
يدرس المشرعون الصينيون تجريم عمليات انتحال الشخصية التي يقوم بها عدد من الأشخاص في امتحانات الالتحاق بالكليات، بعد الكشف عن أن مئات الطلاب في مقاطعة واحدة قد سُرقت نتائجهم أو استخدمها أشخاص آخرون، في الوقت الذي من المقرر أن يشارك أكثر من 10 ملايين طالب هذا العام في الصين في امتحان القبول بالكليّة الوطنية لعام 2020.
يتعلق الأمر بامتحان على مستوى الدولة للالتحاق بالكلية، يعتبره الكثيرون وسيلةً أساسيةً للالتحاق بالتعليم العالي، بالنسبة للطلاب الذين ينتمون إلى أسرٍ مُعدمة.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 7 يوليو/تموز 2020، فإن وسائل الإعلام الصينية كشفت في يونيو/حزيران 2020، أن العديد من جامعات شاندونغ اكتشفت أن 242 خريجاً قد انتحلوا هويات أشخاص آخرين، وسرقوا درجة امتحانات القبول بالكليّة الوطنية، ليسجلوا أنفسهم في الكليات بين عامي 1999 و2006.
جريمة انتحال الشخصية: ذُكر في معظم الحالات أن الضحايا لم يعرفوا أسماء المحتالين، ودرجة الامتحان التي حصلوا عليها. ووفقاً للتقارير عوقب عشرات الأشخاص، ولكن العقوبات المفروضة على الطلاب في الوقت الحالي لا تستند إلى تشريعات قانونية.
منذ ذلك الوقت تلقت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني اقتراحاً بتجريم الاحتيال في الامتحانات، ووفقاً لما ذكرته صحيفة China Daily أعلنت وزارة التعليم يوم الخميس، 2 يوليو/تمّوز 2020، أنها ستعمل مع السلطات على التحقيق مع الطلاب ومحاسبتهم.
تشو مينغ تشون، عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، قال إنه رغم إمكانية اتهام بعض المتورطين في فعل كهذا بموجب القوانين القائمة، ومن بينهم الهيئات التعليمية ومديري المدارس، إلا أنَّ الأمر “لا يعدّ بمثابة جريمة بالنسبة للطلاب”.
اقترح تشو جريمة جديدة تتمثل في العرقلة الجنائية للالتحاق بامتحان أعلى، أو جريمة انتحال الشخصية.
عقوبات: وفقاً للتقارير، عوقب الأسبوع الماضي 46 شخصاً في شاندونغ، لتورُّطهم في قضيتين، إحداهما سرقة نتيجة امتحان امرأة تبلغ الآن 36 عاماً في عام 2004، من قبل طالبة تصغرها بعامين استغلت نتيجتها للتسجيل في إحدى الجامعات في عام 2007.
منذ ذلك الحين جرِّدت الطالبة من شهادتها وطردت من عملها.
أفادت مجلة “Sixth Tone” الصينية أن والدها وعمها قد رتبا للسرقة، وقد اتُّخذت “إجراءات قسرية” ضد الأب، وقد يشير ذلك إلى اعتقاله أو خضوعه للإقامة الجبرية. ويخضع ثمانية آخرون للتحقيق أو خُفِّضت رتبهم الوظيفية.
توجد على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحكايات عن الطلاب، الذين يجرون الاختبارات باسم شخص آخر أو يأخذون نتائج طالب آخر.
في قصة منشورة على موقع Sina Weibo الصيني، ذكر طالب سابق اختيار مدرسته بعضاً من أذكى الطلاب الأصغر سناً لحضور امتحانات القبول بالكليّة الوطنية نيابةً عن طلاب في مدرسة أخرى. وأشار الموقع إلى أنهم حصلوا على أموال لفعل ذلك.
كتب الموقع: “لا أود لوم الطلاب الذين جرى اختيارهم، لأنه في الواقع لم يكن لديهم خيار، ولكنني أتذكر أن هذا الأمر لم يواجه أي عقبات تعترض تنفيذه”.
أضاف الموقع: “ما مدى الخلل الذي يجب أن يكون نظام التعليم قد وصل إليه حتى يتسنى تنظيم مثل هذا الفعل المنتشر وارتكابه على هذا النحو العلني؟ يتطلب ذلك التعاون الوثيق بين نظامين على الأقل للتعليم المحلي، وتستفيد منه الأسر الغنية”.