240 مليار دولار خسائر ثاني أكبر قطاع للتوظيف في أمريكا
تعرض قطاع المطاعم في أمريكا لتدهور غير مسبوق بسبب تضرره من انتشار جائحة كورونا، مع توقعات بوصول خسائر القطاع لربع تريليون دولار بنهاية 2020.
وقطاع المطاعم، هو ثاني قطاع خاص من حيث التوظيف في الولايات المتحدة، وهو من بين القطاعات الأكثر تضرراً جراء وباء كورونا، مع خسائر تُقدّر بـ240 مليار دولار بحلول نهاية العام، وفق أرقام الجمعية الوطنية للمطاعم في أمريكا.
وأكد شان كينيدي نائب رئيس الجمعية المكلف العلاقات العامة، لوكالة فرانس برس “كنا أول قطاع يغلق وسنكون آخر من يتعافى”.
وأضاف “لن نستجمع قوانا ما لم تتعاف شركات الطيران والفنادق وما لم تُستأنف السياحة”.
وشرح كينيدي، أن المطاعم هشّة أصلاً و”فجأة ينبغي عليها إيجاد وسيلة لدفع الإيجارات والنفقات وكلفة البضائع.. وبالنسبة لعدد متزايد من المطاعم، الجواب الوحيد هو الإغلاق إلى الأبد”، حتى مع المساعدات الحكومية.
وبحسب موقع “يلب” الأمريكي المتخصص، أغلق حتى 10 يوليو/تموز الجاري، أكثر من 26 ألف مطعم في كافة أنحاء البلاد، منهم نحو 15.770 ألف مطعم بنسبة 60% تم إغلاقها بشكل نهائي.
وكان التأثير مؤلم بشكل خاص في المدن الكبيرة والمناطق التي تعتمد على السياحة في الموسم الصيفي لتستمرّ الفترة المتبقية من العام.
واعتبر كينيدي أن “مدناً في لوس أنجلوس تعتمد على السياحة والمؤتمرات والمصطافين ورحلات شهر العسل، هذا هو محرّك المطاعم”.
“الحل البتر”
وتشير الإحصاءات في كاليفورنيا إلى أن قطاع المطاعم يوظف 1.4 مليون شخص، لكن خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، صُرف حوالى مليون شخص أو وُضعوا في بطالة تقنية.
وأوضحت شاروكينا شمس مسؤولة العلاقات العامة في جمعية مطاعم كاليفورنيا “نتوقع أن تغلق 30% من مطاعم كاليفورنيا بشكل نهائي بسبب الوباء”.
وترى أن الأزمة الاقتصادية الحالية هي “أسوأ بكثير” من ركود عام 2008 أو الفترة التي أعقبت اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001، و”يصعب مقارنتها بأي حدث حصل مؤخراً”.
وهذه حال مادلين ألفانو البالغة 62 عاماً، صاحبة “مارياز إيتالين كيتشن”، وهي سلسلة مطاعم في منطقة لوس أنجلوس التي أُرغمت على إغلاق مؤسستين وتكافح من أجل تشغيل المطاعم الأخرى.
ووصفت مادلين لفرانس برس إغلاق مطعم بأنه “كفقدان فرد من العائلة، لأن في مهنتنا نعمل بتواصل مباشر مع الناس”.
وأضافت، أقارن ذلك بشخص مريض يقول له الطبيب “يجب قطع ساقك لكي تتمكن من البقاء على قيد الحياة”.
ووفق مادلين، فإن إيراداتها انخفضت في ليلة واحدة بنسبة 50% تحت تأثير تفشي كوفيد-19 وأُرغمت على التأقلم مع ذلك.
وتروي “عندما أخبر الناس ما هو الربح الصافي للمطعم، يقولون لي إنني مجنونة للقيام بذلك”.
وبالنسبة لغبريال غوردون وزوجته لينا، شكل مطعمها الصغير على ساحل كاليفورنيا منذ 14 عاماً بداية حلمهما.
وتحوّلت المغامرة، اليوم الأحد، إلى كابوس عندما قدّم مطعم “بيتش وود باربكيو” المعروف في مدينة سيل بيتش الصغيرة، وجبته الأخيرة، مضيفاً اسمه إلى لائحة طويلة من المطاعم التي أصبحت ضحية وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وقال غبريال غوردون بأسف “شكل هذا المطعم نقطة الانطلاق لكل شيء بالنسبة إلينا”.
ويركز الرجل البالغ 43 عاماً حالياً على إنقاذ مطعم آخر وثلاثة مصانع للجعة يملكها.
وأضاف، أن هذا المطعم بالذات “هو الذي سمح لنا بأن تكون لدينا حياة جميلة، إغلاقه يفطر القلب”، مردداً ما قاله الآلاف من زملائه الذين واجهوا المصير نفسه.
بالنسبة لغبريال غوردون، هناك جانب إيجابي للوباء: فقد أرغمه على غرار زملاء كثيرين له، على التراجع عن الوتيرة التي كانت تتخذها حياته المهنية.
وأوضح أن “كثيرين بيننا قالوا لنا إنه لا يستحق الأمر أن نفتح 6 أو7 أيام في الأسبوع”.
وأضاف “هذا جعلنا نفكر في مجمل النموذج الاقتصادي الذي نتبعه”.