3 محفزات تحوّل فيروس كورونا من مرض خفيف إلى مميت
ما زال يثير فيروس كورونا الكثير من الذعر حول العالم، مع محاولة العلماء والباحثين إيجاد علاج فعّال يمكن أن يوفّر آلية الدفاع الأساسية ضد المرض الفتاك.
ولكن ما الذي يحدث داخل الجسم عند الإصابة بالفيروس، حيث يعاني معظم المرضى من آثار خفيفة إلى متوسطة، بينما يستسلم آخرون له.
وبهذا الصدد، نشر موقع “ذي صن” البريطاني تقريرا يكشف المحفزات الثلاثة، التي تحول فيروس كورونا من مرض خفيف إلى مميت.
1- العمر والظروف الصحية الكامنة
يقول المسعفون إن العمر والظروف الصحية الأساسية تلعب دورا هاما في المعاناة من المرض. وهذا لأن الأفراد في هذه الفئات لديهم أجهزة مناعية أضعف، ما يعني أنهم أقل قدرة على محاربة Covid-19.
ومن جهتها، قالت الدكتورة سارة جارفيس، المديرة العامة والسريرية لـ Patient Access: “إذا لم يكن جهاز المناعة لديك قويا، فمن المرجح أن الفيروس يمكن أن يتكاثر بعمق داخل الرئة، ما يسبب الالتهاب والندوب. وسيحاول جهازك المناعي مقاومته، وسيدمر غالبا أنسجة الرئة السليمة في هذه العملية. وهذا يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى “الثانوية” مثل الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية”.
2- اختراق الفيروس للقصبة الهوائية
يقول المسعفون إن أحد الأسباب الرئيسية هو مدى اختراق الفيروس للجسم.
ويجد Covid-19 طريقه بشكل عام من خلال قطرات محملة بالفيروسات، تدخل الأنف أو الفم.
وإذا كان من الممكن إيقاف تقدم الفيروس عند الحلق، فمن المرجح أن يتعافى الشخص، وغالبا ما تكون هذه الحالات خفيفة. وعادة ما يصاب هؤلاء بسعال جاف وحمى ويمكنهم التعافي في المنزل.
ومع ذلك، إذا تمكن الفيروس من اختراق القصبة الهوائية إلى الجهاز التنفسي وأنسجة الرئة، فقد يدخل المرض مرحلة أكثر إثارة للقلق.
ويمكن أن تشمل هذه الأعراض ألما في الصدر وسعالا أكثر وضوحا، وضيقا في التنفس، بسبب التهاب الجهاز التنفسي.
ويمكن للفيروس أيضا أن يغزو الحويصلات الهوائية، الأكياس الهوائية التي تمتلئ بالهواء أثناء التنفس وتساعد على أكسجة الدم وإزالة ثاني أكسيد الكربون، الذي تزفره بعد ذلك.
وتكون الحويصلات الهوائية الضعيفة أقل قدرة على القيام بعملها، ما يعني انخفاض الأكسجين في الدم.
ويعد الالتهاب الرئوي خطرا، حيث يمكن أن تلتهب الحويصلات الهوائية وتمتلئ بالسوائل وتجعل التنفس أكثر صعوبة.
وغالبا ما يموت المرضى من عدوى Covid-19، نتيجة الالتهاب الرئوي الحاد.
ويمكن أن يخفف الأكسجين الإضافي وأجهزة التنفس بعضا من الضغط على المريض المصاب بالالتهاب الرئوي، ما يمنحه وقتا للتعافي، ولكن في بعض الأحيان يكون الضرر شديدا للغاية.
3- استجابة الجهاز المناعي
في معظم حالات انتقال الفيروس إلى الرئتين، يمكن أن ينتقم نظام المناعة بنجاح.
وكتب خبير الأمراض المعدية في الولايات المتحدة جيفري توبنبرغر في مجلة Fortune: “يحاول جسمك على الفور إصلاح الضرر في الرئة بمجرد حدوثه. عادة، إذا سارت الأمور على ما يرام، يمكنك التخلص من العدوى في غضون أيام قليلة”.
وعلى الرغم من ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تتسبب استجابة الجهاز المناعي في إلحاق ضرر أكثر من نفعها، وتساعد على انتقال الفيروس إلى عمق الرئتين عن طريق تدمير الأنسجة السليمة.
وفي المقابل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان المخاط والشعيرات الصغيرة، التي تساعد على صد التلوث.
وقال توبنبرغر في إشارة إلى الالتهابات البكتيرية، التي يمكن أن تضاعف الضرر الناجم عن الفيروس: “ليس لديك القدرة على إبقاء الملوثات خارج الجهاز التنفسي السفلي”.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الأشخاص الأصغر سنا والأكثر لياقة مع أجهزة المناعة الأكثر قوة، هم في الواقع أكثر عرضة للإصابة بنوبة متلازمة السيتوكين، حيث يبذل النظام المناعي جهدا مضاعفا ما يحفز قدرة الفيروس على إضعاف جسم المريض في بداية المرض، وذلك مقارنة بالمرضى الأكبر سنا أو الضعفاء الذين تكون أنظمتهم المناعية أكثر عرضة للخطر.
لذا، يعد كبار السن والضعفاء هم أكثر عرضة لخطر فيروس كورونا.