4 مقابل 2.. مَن سينافس ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة؟

انخفض عدد المتنافسين الساعين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى أربعة فقط، يوم الأربعاء، بعد انسحاب الملياردير مايكل بلومبيرغ، عمدة نيويورك السابق، وإعلانه تأييد جو بايدن.

ويسمح انسحاب بلومبيرغ من السباق الذي بدأ بتنافس أكثر من 20 مرشحاً لبايدن بتدعيم حجم التأييد الذي يتمتع به بين المعتدلين. وأصبح السباق يقتصر إلى حد كبير عليه هو والسيناتور الأمريكي بيرني ساندرز الاشتراكي.

وأصبح في حكم المؤكد أن مرشح الجمهوريين سيكون الرئيس دونالد ترامب الذي حقق فوزاً ساحقاً في أول سباقين في الانتخابات التمهيدية.

المتنافسون الديمقراطيون

جو بايدن

أسَّس بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس باراك أوباما وكان عضواً في مجلس الشيوخ قبل ذلك، ترشيحه على كونه أنسب مرشح لتولي المسؤولية من ترامب في ضوء خبرته التي تزيد على 40 عاماً في مناصب شغلها كلها بالانتخاب.

وبعد أن كانت حملة الدعاية الخاصة به تترنح قبل أسابيع فقط بسبب ضعف أدائه في ولايتي أيوا ونيو هامبشاير، دبت فيها الحياة من جديد بفضل الفوز الكبير الذي حققه يوم السبت في ساوث كارولاينا.

وكان بايدن قال إن هذه الولاية الجنوبية ستكون اختباراً أفضل لقدرته على تجميع تحالف متنوع من الأنصار بما في ذلك الأمريكيون من أصول إفريقية ولاتينية والناخبون البيض من أبناء الطبقة العاملة وأدى فوزه فيها إلى موجة من التأييد من المسؤولين الديمقراطيين.

ومنذ ذلك الحين ظهر بايدن في صورة نصير يحظى بالتوافق للجناح المعتدل في الحزب وحقق انتصارات في تسع من 14 ولاية في الجنوب والغرب الأوسط ونيو انجلند في يوم الثلاثاء الكبير، بما في ذلك فوزه المفاجئ في تكساس وماساتشوستس.

ولأنه في السابعة والسبعين من العمر تثور تساؤلات حول سنه وسياساته المعتدلة التي يرى التقدميون أنها لا تجاري تحوُّل الحزب نحو اليسار.

ويبدو أن سعي ترامب للضغط على الحكومة الأوكرانية للتحقيق في تصرفات بايدن وابنه هنتر، الذي أسفر عن محاولة عزل ترامب، دعم ما يردده بايدن من أن الرئيس يرى فيه خطراً عليه.

بيرني ساندرز

يخوض ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، الذي يتمتع بعدد كبير من الأنصار المتحمسين، محاولته الثانية للوصول إلى مقعد الرئاسة، وقد حقق مركزاً في صدارة المرشحين بعد سباقات الانتخابات التمهيدية الأولى، وذلك قبل فوز بايدن في منافسات الثلاثاء الكبير.

وفاز ساندرز في ولايتي نيو هامبشاير ونيفادا، وجاء في المركز الثاني بفارق ضئيل في أيوا بعد بيت بودجدج، رئيس بلدية ساوث بيند في ولاية إنديانا، لكنه تخلف كثيراً عن بايدن في ولاية ساوث كارولاينا.

لا يجيدون سوى الوقوف على المنصة ورفع صوتهم.. لماذا بيرني ساندرز هو المرشح الأبرز لمنافسة ترامب على عرش أمريكا؟

ولا يمكن نكران ما يتمتع به من تأييد بين أكثر الأجنحة إمعاناً في الليبرالية في الحزب. وكان تقدم ساندرز في كاليفورنيا يوم الثلاثاء الكبير واضحاً لدرجة أنه تم إعلان حسم السباق لصالحه بمجرد إغلاق مراكز الاقتراع. كما أنه لا يزال متفوقاً بفارق كبير بين الناخبين الأصغر سناً.

وكما حدث في المرة الأولى في انتخابات 2016 بنى ساندرز (78 عاماً) دعايته على أساس أنه اشتراكي صميم لا يسعى لأقل من ثورة سياسية.

وقضيته الأساسية هي رعاية صحية شاملة تديرها الحكومة، وثبت مرة أخرى أنه يملك القدرة على جمع التبرعات، إذ يأتي على رأس القائمة من حيث إجمالي التبرعات خلال الحملة الانتخابية.

إليزابيث وارن

شهدت شعبية عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس البالغة من العمر 70 عاماً ارتفاعاً بشدة في استطلاعات الرأي ثم ما لبث أن تخبو في الأشهر التي سبقت الانتخابات التمهيدية الأولى.

ولم تفُز وارن بأي من المركزين الأولين في أي من الولايات الأربع عشرة التي شاركت في الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء الكبير، بما في ذلك ولايتها، ويبدو أن فرصها ضعيفة في الفوز، بعد أن اقتسم بايدن وساندرز الأغلبية العظمى من الأصوات.

وقد بنت وارن، المعروف عنها انتقادها الشديد لصناعة المال في وول ستريت، دعايتها على أساس رسالة شعبوية مناهضة للفساد، وهي تقول إن البلاد في حاجة إلى “تغيير هيكلي كبير”.

ورغم ليبراليتها فقد تعرضت لانتقادات من جانب بعض التقدميين، لأنها لم تؤيد خطة الرعاية الصحية “ميديكير فور أُول” التي من شأنها استبعاد التأمين الخاص لصالح خطة تديرها الحكومة.

ومن ناحية أخرى، يرى بعض المعتدلين أن سياساتها التي تتضمن فرض ضريبة على فاحشي الثراء متطرفة للغاية.

تولسي غابارد

عضو الكونغرس عن هاواي وأصلها من ساموا، وهي أول هندوسية تدخل مجلس النواب الأمريكي، وقد ركزت حملة الدعاية الخاصة بها على موقفها المناهض للحرب.

ورغم أن غابارد، وهي من المقاتلين الذين شاركوا في حرب العراق، احتلت ذيل القائمة في نتائج الانتخابات التمهيدية الأولى فقد تعهدت بمواصلة حملتها.

واكتسبت بموقفها الشعبوي المناهض للحرب أنصاراً من أقصى اليسار ومن أقصى اليمين.

وخاضت غابارد (38 عاماً) نزاعاً علنياً مع هيلاري كلينتون مرشحة الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة عام 2016. ورفعت دعوى تشهير على كلينتون مطالبة بتعويض لا يقل عن 50 مليون دولار وذلك لتلميحها في العام الماضي بأن أحد المنافسين في الحزب لخوض انتخابات الرئاسة يعمل لصالح روسيا.

المرشحون الجمهوريون

دونالد ترامب

في حكم المؤكد أن يفوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري، وقد ثارت انتقادات بين خصومه بأن قيادة الحزب عملت على ضمان استحالة وجود منافس له. ومع ذلك فسيخوض الانتخابات التمهيدية أمام منافس.

واستعرضت حملته قوتها في أيوا حيث اعتاد الرئيس الحالي الفوز في كل الانتخابات الأولية. وفي نيو هامبشاير فاز ترامب بنسبة 86٪ من أصوات الجمهوريين.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس/ رويترز

ومنذ فوزه المفاجئ في الانتخابات الرئاسية عام 2016 أصبح ترامب (73 عاماً) قوة سياسية واسعة الانتشار سواء من خلال ما يولده من جدل بصفة شبه يومية ومن خلال غزارة ما ينشره على حسابه على تويتر.

وفي ديسمبر/كانون الأول وجَّه مجلس النواب اتهامات لترامب بغرض عزله، وذلك لطلبه أن تجري أوكرانيا تحقيقات في تصرفات جو وهنتر بايدن. غير أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون برَّأه من تلك الاتهامات في الخامس من فبراير/شباط الماضي.

ويركز ترامب في حملة الدعاية لإعادة انتخابه على الاقتصاد القوي ومواصلة تصريحاته المناهضة للهجرة التي كانت سمة لحملته في الانتخابات السابقة.

بيل ويلد

رشح ويلد حاكم ماساتشوستس السابق، البالغ من العمر 74 عاماً، نفسه لمنصب نائب الرئيس في 2016 دون أن يحقق نجاحاً. وهو منتقد دائم لترامب وقال عندما بدأ حملة الدعاية لانتخابات 2020 إن “الشعب الأمريكي يتعرض للتجاهل وبلدنا يعاني”.

وجاء ويلد في المركز الثاني بفارق كبير في نيو هامبشاير، حيث حصل على 9% من مجموع الأصوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى