ملف اللاجئين…أوراق الضغط التركية تجاه الاتحاد الأوروبي

تصاعدت وتيرة الصِدام السياسي بين الجانب التركي من جهة، والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، إلى أن وصل إلى حد وصف بـ”الأزمة الدبلوماسية”، واتجهت الأنظار إلى احتمال فرض بعض العقوبات.

أعلن الاتحاد الأوروبي عن تخصيص مبلغ 6 مليار يورو لدعم اللاجئين السوريين في تركيا، بموجب اتفاق عام 2016 مع أنقرة لوقف وصول المهاجرين إلى أوروبا.

ونشرت المفوضية بيانا على موقعها الرسمي، أفاد بصرف 2.7 مليار يورو حتى الآن، مشيرة إلى أنه تم تخصيص 4.3 مليار يورو على شكل عقود مع الوكالات التي تنفذ عمليات لدعم المهاجرين.

ويفترض أن يصل إجمالي المدفوعات إلى 3 مليارات يورو نهاية 2019، مع زيادة أخرى إلى 4 مليارات يورو نهاية 2020.

وصرح مسؤول في المفوضية بأن التعبئة الكاملة لمبلغ 6 مليارات يورو تؤكد وفاء الاتحاد الأوروبي بوعوده، مضيفا أنهم سيواصلون دعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في تركيا بالعديد من المجالات المختلفة. وفقا لـ “RT”.

من جهته قال مفوض الاتحاد لإدارة الأزمات جانيز ليناريتش، إن دعم اللاجئين في تركيا يمثل أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الدعم يغطي الاحتياجات الأساسية لأكثر من 1.7 مليون لاجئ، مثل الإيجار والدواء.

وجاء في تقرير أعده معهد “DeZim” الألماني، ونشره عبر موقعه الإلكتروني، أنه في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة التركية ومؤسسات تابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين عن وجود حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا، “من الواقعية” اعتبار عدد اللاجئين يقترب من 2.7 مليون سوري، وفق “تقديرات علمية”.

وأشار التقرير إلى أن طريقة رفع البيانات بشأن اللاجئين تعتريها مواطن ضعف كثيرة، “حيث لم يكن هناك، على سبيل المثال، نظام متسق لضبط طريقة تسجيل اللاجئين وإعادة تسجيلهم في أماكن أخرى”، ما يعني حسب الدراسة، أنه لم يتم حذف الذين عادوا إلى سوريا أو استمروا في طريقهم إلى أوروبا، من العدد المعلن.

وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “إنه سيتعين على تركيا فتح الأبواب أمام اللاجئين إلى أوروبا ما لم تحصل على الدعم الكافي من الاتحاد الأوروبي”.

وأوضح الرئيس التركي أن “موقف الاتحاد الأوروبي من تركيا بعيد عن أن يكون بنّاءً، ويجب ألّا تكون علاقاتنا معه رهينة القضايا الثنائية مع بعض الدول الأعضاء فيه”.

تابع أردوغان قائلا: “سنستمر في استضافة ضيوفنا (السوريين) سواء تلقينا دعما أو لا، ولكن سنضطر لفتح أبوابنا (باتجاه أوروبا) في حال لم يسر الأمر على ما يرام”. موضحا أن “المساعدة الغربية لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا، غير كافية، وبطيئة للغاية”.

وذكر أن “تركيا أنفقت 40 مليار دولار أمريكي حتى الآن”، معلنا “استعداده لعقد قمة بمشاركة قادة روسيا وألمانيا وفرنسا لبحث مشكلة اللاجئين”.

وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يهدد فيها أردوغان الدول الأوروبية، بإغراقها باللاجئين السوريين، ما لم يتم تقديم المساعدات والمزيد من الدعم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى