أسوأ من كورونا بكثير.. إليك أسوأ 5 حالات تفشي الإنفلونزا في التاريخ الحديث
إذا تساءل البعض أمامكم سواء بجد أو بهزل هل نحن أمام نهاية العالم بسبب فيروس كورونا، فقولوا له لا! رغم خطورة الوباء الحديث إلا أنه لا يُقارن بما جرى في الماضي عندما تفشت الإنفلونزا الإسبانية والروسية والأسيوية وتسببت بوفاة ملايين الأشخاص.
يتجه شتاء 2019-2020 لأن يكون واحداً من أسوأ المواسم التي يُصاب بها الناس بمرض الإنفلونزا منذ عقد كامل، فوفقاً لمراكز مكافحة الأمراض، فإن ما بين 19 إلى 26 مليون شخص أصيبوا بالإنفلونزا منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، وتوفي ما يتراوح بين 10 آلاف إلى 25 ألف شخص.
فوفقاً لمراكز مكافحة الأمراض، فإن ما بين 19 إلى 26 مليون شخص أصيبوا بالإنفلونزا منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، وتوفي ما يتراوح بين 10 آلاف إلى 25 ألف شخص.
لكن على الرغم من السوء الذي بلغته الإنفلونزا الموسمية هذا العام، فهي لا تقارن بالنظر إلى بعضٍ أكبر حالات تفشي الإنفلونزا في التاريخ، إليك خمسة من أكبر حالات تفشي الأوبئة في التاريخ الحديث وفق موقع Weather الأمريكي:
الإنفلونزا الروسية
المكان: أوروبا
الزمان: 1889
عدد القتلى: مليون شخص
يُعرف هذا الوباء باسم «الإنفلونزا الروسية»، إذ يُعتقد أن الإنفلونزا قد تفشت انطلاقاً من سانت بطرسبرغ، لكنها سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء أوروبا والعالم.
وكان هذا واحداً من أوائل الأوبئة التي غطت الصحافة اليومية النامية تطوراته بانتظام. إذ تمكنت الصحف من التحدث عن الانتشار المحلي للمرض وناقشت الوضع في المدن الأوروبية البعيدة الأخرى بفضل تقارير التلغراف.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من مليون شخص لاقوا حتفهم بسبب «الإنفلونزا الروسية».
الإنفلونزا الإسبانية
المكان: في أنحاء العالم
الزمان: 1918-1919
عدد القتلى: ما بين 50 – 100 مليون شخص
عُرف هذا الوباء حينها باسم «الإنفلونزا الإسبانية»، وكان أشد وباء شهده التاريخ المسجل وكان السبب فيه فيروس «H1N1».
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض يُقدر أن نحو 500 مليون شخص، أي ثلث سكان العالم، أصيبوا بهذا الفيروس أثناء تفشي الوباء وأن ما بين 50 و100 مليون شخص توفوا بسببه.
وقد توفي 675 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها. إلى جانب ذلك، فقد وافت المنية بعض الأشخاص خلال ساعات أو أيام من ظهور الأعراض.
وقد وصل الوباء إلى أماكن بعيدة للغاية؛ ويُعزا ذلك جزئياً إلى حركة جيوش الحرب العالمية الأولى.
علاوةً على ذلك، لم تكن هناك لقاحات توقف انتشار الفيروس في ذلك الوقت، ولم توجد أدوية مضادة للفيروسات للمساعدة في علاجه، ولا مضادات حيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية الثانوية التي قد تصاحب الإنفلونزا، وكل ما كان في أيدي الناس لاحتواء انتشار المرض هو غسل أيديهم، وتجنب التجمُّعات العامَّة، وفرض الحَجر الصحي على المرضى.
الإنفلونزا الآسيوية
المكان: سنغافورا – الصين – الولايات المتحدة الأمريكية
الزمان: 1957 – 1958
عدد القتلى: 1.1 مليون شخص
جاء أول إبلاغ عن الإصابة بالإنفلونزا من سنغافورة في فبراير/شباط 1957، حيث ظهر فيروس إنفلونزا «أ» (H2N2) لأول مرة وأصبح يُعرف باسم «الإنفلونزا الآسيوية».
وقد انتشرت في جميع أنحاء الصين والمناطق المحيطة بها أولاً، ووصل إلى الولايات المتحدة مع صيف ذلك العام.
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها، فقد توفيَّ ما يقرب من 1.1 مليون إنسان في كافة أنحاء العالم، من بينهم 116 ألفاً في الولايات المتحدة.
وقد أصابت معظم الحالات الأطفال الصغار والمسنين والحوامل. ورغم كونه وباءً مميتاً، فقد خضع معدل الوفيات للاحتواء بدرجة كبيرة؛ بسبب سرعة تطوير اللقاح وإتاحته.
إنفلونزا هونغ كونغ
المكان: الصين – أمريكا
الزمان: 1968 – 1970
عدد القتلى: مليون شخص
أدى انتشار فيروس الإنفلونزا «أ» (H3N2) في الصين إلى حالة تفشي للإنفلونزا في عام 1968، عُرفَّت باسم «إنفلونزا هونغ كونغ»، وقد بدأ هذا الوباء في 1968، واستمر حتى 1969-1970.
ويُعتقد أن الفيروس الذي يقف خلف هذا الوباء قد تطور من سلالة الإنفلونزا التي تسببت في وباء عام 1957 من خلال «الانزياح المستضدي»، وهو تغيير كبير مفاجئ في الفيروس ينتج عنه بروتينات سطح جديدة، ويخلق نوعاً فرعياً من الفيروس، يملك البشر ضده مناعة قليلة أو منعدمة؛ لأن الجسم لا يتعرف على بروتينات سطحه.
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها، فقد توفي ما يقرب من مليون شخص في أنحاء العالم بسبب هذا الوباء، من بينهم 100 ألف وفاة في الولايات المتحدة وحدها.
وباء H1N1
المكان: في أنحاء العالم
الزمان: 2009
عدد القتلى: أكثر من 500 ألف شخص
في عام 2009، ظهر نوع جديد من فيروس إنفلونزا «أ» (H1N1) في الولايات المتحدة، وانتشر بسرعة في أنحاء العالم.
وقد عُرف في البداية باسم «إنفلونزا الطيور»، حيث احتوى هذا النوع الفرعي من الفيروس على مجموعة جديدة من جينات الإنفلونزا، لم تُرصد من قبل في الحيوانات أو البشر. وسمي الفيروس باسم «H1N1 / 09».
يمتلك عدد قليل للغاية من الشباب أي مناعة جاهزة ضد الفيروس، لكن يمتلك ثلث من تجاوزوا سن الـ 60 تقريباً أجساماً مضادة له.
ولأنه كان مختلفاً للغاية عن أي فيروس «H1N1» آخر؛ لم توفر اللقاحات الموسمية حماية كثيرة أيضاً. وعندما صُنَّع اللقاح في النهاية، لم يكن متاحاً بكميات كبيرة حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد وصول المرض إلى ذروة انتشاره بالفعل.
تقدر مراكز مكافحة الأمراض أن ما بين 151,700 و575,400 إنسان تُوفوا في أنحاء العالم خلال السنة الأولى من انتشار فيروس «H1N1 / 09». ويُعتقد أن ما يقرب من 80% من هذه الوفيات كانت من نصيب أشخاص أقل من 65 عاماً، وهو أمر غير معتاد؛ فخلال حالات تفشي الإنفلونزا الموسمية المعتادة، تحدث الوفيات لمن تجاوزوا سن الـ 65 بنسبة 70-90%.