لهذه الأسباب… القبائل الليبية ترفض دعوة الرئيس التونسي قبل توجيهها
تبذل تونس الكثير من الجهود في إطار المساهمة في حل الأزمة الليبية الممتدة منذ العام 2011 وحتى اليوم.
آخر تلك الجهود ما أعلن عنه الرئيس التونسي قيس سعيد، أنه ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد، القضية الليبية، وكيفية جمع القبائل الليبية للتمهيد لانتخابات ليبية تحدث دون تدخل خارجي، خلال زياة الأخير إلى تونس والتي انتهت اليوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط.
وقال سعيد خلال كلمة مسجلة من قصر قرطاج مع الأمير القطري الذي يزور تونس اليوم “على المستوى الخارجي، القضية الأولى التي ناقشناها هي القضية الليبية، وكيف يجب أن يكون الحل ليبيا، كما تم التطرق إلى كيفية جمع القبائل الليبية الذين لهم مشروعية شعبية، وكيف يمكن أن تكون هذه الشرعية طريقة تمهد لانتخابات دون أي تدخل خارجي”.
وفي ديسمبر/ كانون الثاني 2019 استقبل رئيس الجمهورية التونسي قيس سعيّد بقصر قرطاج، ممثلي المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية من أجل الخروج بمبادرة لحل الأزمة الليبية.
وقال بيان للرئاسة التونسية حينها، إن اجتماع الرئيس جاء “إثر تفويض لرئيس الدولة من المجلس الأعلى للقبائل بهدف التدخل العاجل لحقن الدماء ولم الشمل بين أبناء الوطن الواحد”.
وأضاف البيان: “يأتي هذا التفويض لما لمسه أعضاء المجلس لدى رئيس الجمهورية قيس سعيّد من مؤازرة للشعب الليبي في محنته، ووقوفه على مسافة واحدة من كل الأطراف وحرصه على إيجاد حل للأزمة الليبية بعيدا عن التدخلات الخارجية وعن لغة السلاح”.
ملتقى ترهونة
وقبل أيام أكد ملتقى القبائل الليبية الذي انعقد في ترهونة لبحث المسارات المقترحة للمشهد المتأزم في البلاد، التمسك بديمقراطية واستقلال ليبيا، داعيا إلى محاسبة المتسببين في تعميق الصراع الداخلي.
البيان الختامي
وجاء في البيان الختامي للملتقى الذي نقلته قناة “ليبيا”: “جميع القوانين التي أصدرها مجلس النواب واجبة النفاذ في كل ما يتعلق بقانون العفو العام، وإلغاء قانون العزل السياسي وحظر تشكيل الأجسام غير الشرعية والكيانات الإرهابية المتطرفة”.
وطالبت القبائل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسحب اعترافهما بالمجلس الرئاسي ومجلس الدولة، بعد “جلبهما المستعمر والتنظيمات الإرهابية”، على حد وصف البيان الذي دعا أيضًا إلى محاكمة المشاركين بالمجلسين على “جريمة خيانة الوطن”.
رفض ملتقى القبائل
من ناحيته قال الشيخ السنوسي الحليق شيخ مشايخ قبيلة زوية، إن الدعوة لمؤتمر أو ملتقى بين القبائل في تونس الفترة المقبلة لن تشارك فيها القبائل الليبية التي تمثل 98% من عموم ليبيا.
وأضاف الثلاثاء، أن القبائل التي تجتمع في تونس لا تمثل القبائل الليبية، بل تمثل جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وأنهم لا يمثلون أي مكونات اجتماعية ليبية بالشكل الذي يمكن اعتبارهم قبائل ليبية.
وأوضح أن ملتقى القبائل الذي عقد في ترهونة التي تبعد نحو 80 كيلو مترا عن طرابلس حضره أكثر من 5 آلاف شيخ من القبائل الليبية في عموم الدولة بما فيها المنطقة الغربية.
قبول الأعلى للقبائل الليبية
من ناحيته قال العجيلي البريمي رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية والمدن الليبية، إن الرئيس التونسي التقى في وقت سابق بعدد من مجلس أعضاء المجلس، وأن المجلس سيشارك في اللقاء المقبل حال توجيه الدعوة للمجلس.
وأوضح أنه في حال تشكيل الوفد الذي سيشارك في اجتماع تونس سيسلم الرئيس التونسي رؤية المكون الاجتماعي للقبائل بشأن حل الأزمة.
وأشار إلى أن المجلس سيقدم خارطة الطريق للرئيس التونسي قيس سعيد، على أنه سيتواصل مع الأطراف المعنية بشأن الأزمة في ليبيا، وأن الاجتماع المرتقب قد يضم كل الأطراف في ليبيا.
ويرى البريمي أنه إذا كان الاجتماع الذي يسعى له الرئيس التونسي يضم المكون الاجتماعي الليبي بشكل كامل فإن ذلك يساعد على حل الأزمة، وأنه من غير المتوقع وجود أي تأثير لجماعة الإخوان المسلمين في الاجتماع.
رفض قاطع
من ناحيته قال مفتاح بوخليل عميد بلدية الكفرة، إن القبائل الليبية التي شاركت مؤتمر ترهونة والتي تمثل الشعب الليبي لن تشارك في الدعوة المرتقبة لاجتماع في تونس.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، الثلاثاء، أن القبائل الليبية لن تشارك في أي ملتقى أو مؤتمر تتواجد فيه تركيا أو قطر، وأن الدعوة الأخيرة من الرئيس التونسي جاءت في حضور أمير قطر ما يعني أنها برعاية قطرية، وإن هذه الدعوة مرفوضة قبل توجيهها.
وفي تصريحات سابقة قال منسق قبائل الغرب الليبي، الشيخ فرج بلق، إن مدينة ترهونة جمعت كل القبائل الليبية بحضور أكثر من 5 آلاف شخصية قيادية في الملتقى الذي عقد قبل أيام.
وأكد بلق، أن “القبائل هي من بيدها الحل الليبي وليست الاجتماعات الخارجية”، مشيرًا إلى أن “القبائل لا تنتمي لأي طرف بعينه في ليبيا لا لحكومة الوفاق ولا للحكومة المؤقتة بل يتبعون الوطن كوحدة واحدة وسلطة واحدة”.
وشدد في حديثه لبرنامج “عالم سبوتنيك”، على دعم القبائل لـ”تفكيك المليشيات المدعومة من بعض الدول الخارجية وعلى رأسها تركيا وقطر”، لافتًا إلى رفض القبائل لأن يكون مصرف ليبيا المركزي في طرابلس محكوما من “فئة معينة في البلد”.
وقال إن “حكومة السراج لم ينتخبها الشعب الليبي وجاءت عن طريق الأمم المتحدة في الصخيرات وهو ما تم رفضه منذ البداية”.
وأضاف منسق قبائل الغرب الليبي، أن “قبائل مصراتة لم تحضر مؤتمر ترهونة نظرا لبسط المليشيات سيطرتها على المدينة لكننا أيضا نمثلها في كل المؤتمرات التي تنعقد لأن طيف القبائل يمثل كل الليبيين”.
وأشار إلى أن القبائل الليبية تدعم وتحارب بجوار القوات المسلحة من أجل تطهير ليبيا من “المرتزقة والخونة والعملاء الذي جاؤوا إلى البلاد”.