“كورونا” أكثر تعقيداً مما نتصور.. يجب الحذر حتى من بعض الأشخاص الذين لم تظهر عليهم علامات المرض
كشفت صحيفة New York Times الأمريكية أنه يمكن لبعض الأفراد الذين يُصابون بفيروس كورونا نشره دون أن تظهر عليهم أعراضه، مثلما بيّنت الدراسات. ويُعتبر نقل المرض دون ظهور أعراضه معروفاً، لكن فيروس كورونا جديد، ويمكن لمثل تلك الحالات أن تزيد من تعقيد المجهودات العلمية المبذولة لتعقب الحالات والحد من انتقالها.
التقرير الذي نشر الخميس، 27 فبراير/شباط 2020، أشار إلى أنه في مدينة أنيانغ الصينية أُصيب 5 أفراد من عائلة واحدة بفيروس كورونا، بعد استقبالهم ضيفة من مدينة ووهان، في بدايات يناير/كانون الثاني الماضي. لكن الزائرة نفسها، وهي امرأة في العشرين من عمرها، لم تمرض مطلقاً.
معايير الكشف عن فيروس كورونا
قال أنثوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأمريكي: “لا أظن أن هناك شكاً في أن ناقل المرض عديم الأعراض يمكنه نقله لشخص آخر”. وأضاف: “لكن السؤال هو: ما مدى انتشار تلك الظاهرة؟ وهل بدأت تصير محركاً مهماً في تفشّي الوباء، أم أنها حوادث استثنائية؟”.
كما أوضح أنه عندما يصير ناقلو المرض عديمو الأعراض عاملاً مهماً في الوباء “فأنت تولي اهتماماً وتتحمل عبئاً أكبر لفحص الأشخاص”.
حالياً، تسمح مراكز مكافحة الأمراض واتقائها فقط بفحص الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، وسافروا إلى الصين مؤخراً، أو تواصلوا مع أحد المشخصين بفيروس كورونا. وقال مسؤولون إن هذه المعايير قد يُعاد تقييمها.
إذ يمكن للأشخاص المصابين بالمرض ولا تظهر عليهم أعراض، نشره على نحوٍ نشط، فهم جريئون ومتحركون، وليس هناك ما يمنعهم من تجنب الزحام أو التقبيل؛ إذ إنهم لا يعرفون بمرضهم، ولا أحد غيرهم يعرف أيضاً.
كما يصعب تعقب هؤلاء الأفراد أيضاً، ما يشير إلى احتمال عدم ملائمة السياسات الحالية المُتبعة لاحتواء انتشار الفيروس. وقد يعني الاكتفاء بفحص المسافرين الدوليين الظاهرة عليهم أعراض المرض -واستبعاد فحص المرضى الذين لا يُعرف لهم صلة بالصين- وجودَ حالات جديدة غير مبلغ عنها.
كورونا مُعدٍ أكثر من الفيروسات المرتبطة به
بحسب قناة “Fox 5 Atlanta”، فقد حلل الباحثون بياناتٍ مما يزيد عن 72 ألف حالة مُثبتة ومشتبه في إصابتها بفيروس “كوفيد-19″، ووجدوا أن فيروس كورونا المُستجد مُعدٍ أكثر من الفيروسات المرتبطة به، التي تسبب أمراض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
بينما ينتشر “كوفيد-19” بسهولة أكبر، لم يثبت بعد أنه فتاك مثله مثل الأنواع الأخرى لفيروس كورونا. ومن بين الحالات المُشخصة بالمرض التي جرى فحصها، البالغ عددها 44,672 حالة، أفادت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الصين بوجود 1032 حالة وفاة؛ أي بنسبة 2.3% من حالات الإصابة. وقد تراوح معدل الوفيات خلال وباء “سارس” عام 2003 بين 14% إلى 15%، بينما وصلت النسبة إلى 35% خلال تفشي وباء “ميرس”، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وقد تجاوزت حالات الوفيات بسبب فيروس “كوفيد-19” بالفعل أعداد الوفيات جراء وبائَي “سارس” و “ميرس”، نظراً لسرعة انتشار العدوى. وحتى يوم الثلاثاء، 25 فبراير/شباط، سُجلت أكثر من 2600 حالة وفاة بسبب فيروس “كوفيد-19″، وثبت إصابة أكثر من 80 ألف شخص.
بلغت الوفيات من جراء وباء “سارس” 774 حالة فقط، ومات ما لا يقل عن 828 من وباء “ميرس” منذ عام 2012، حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية.
حذر مسؤولو الصحة، يوم الثلاثاء، من أن انتشار فيروس “كوفيد-19” في الولايات المتحدة سيكون “حتمياً”، وأن “تعطل الحياة اليومية يمكن أن يكون بالغاً”، بحسب ما أفادت قناة FOX News.
قالت نانسي ميسونييه، مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي: “الأمر لا يتعلق بما إذا كان هذا سيحدث، بل بوقت حدوثه وعدد الأشخاص الذين ستكون إصابتهم شديدة في البلاد”.