“الثلاثاء الكبير”.. أول تحديات انتخابات الرئاسة الأمريكية
يشكل الثلاثاء المقبل التحدي الأول للمرشح على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بما يعرف باسم “الثلاثاء الكبير”.
ويتسم اليوم بأهمية كبيرة لكونه غالبا ما يشهد بعض الانسحابات وتشكيل التحالفات الجديدة بين المرشحين، كما يلعب دورا كبيرا في تحديد حامل لواء كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وعادة ما تُجرى الانتخابات الأمريكية يوم ثلاثاء، إلا أن وصفه بـ”الكبير” لا يمثل نعتا رسميا وإنما جرى التعارف عليه في أوساط الصحافة والسياسة لما له من تأثير على تشكيل مسار الانتخابات.
وخلال انتخابات عام 2008 لكل من الديمقراطيين والجمهوريين، أجرت نصف الولايات الأمريكية تقريباً انتخاباتها في “الثلاثاء الكبير”.
وتعود تسمية “الثلاثاء الكبير” إلى عام 1976 حين حاولت الولايات زيادة نفوذها في التأثير على عملية الترشيح، وتم إنشاء كتل جغرافية لتشجيع المرشحين لمنصب الرئاسة على تنظيم حملاتهم، وتمضية بعض الوقت في تلك الولايات.
ويختار الحزبان المهيمنان على السياسة الأمريكية مرشحهما للرئاسة في تجمعات حزبية يحضرها مندوبون من الولايات أو عبر انتخابات تمهيدية.
ويحدّد قانون كل ولاية كيفية اختيار مندوبي كل حزب، إما عن طريق الانتخابات الأولية وإما التجمعات.
وتختلف الولايات التي تعقد الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء من عام لآخر؛ إذ تختار كل ولاية يوم الانتخابات بشكل منفصل، ما يؤدي إلى تقليص أو زيادة عدد المندوبين، الذين يتم اختيارهم لتمثيل الولايات في المؤتمرات العامة للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الصيف المقبل.
ولايات “الثلاثاء الكبير”
وتجري الانتخابات التمهيدية لعام 2020 في 14 ولاية وإقليم واحد، لاختيار ما مجموعه 1357 مندوباً.
وتتوزع الولايات من كاليفورنيا غرباً إلى ماين في أقصى شمال شرقي البلاد، وتشمل ولايات آلاباما وأركنساس وكولورادو وماساتشوستس ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس ويوتاه وفيرمونت وفيرجينيا، ومعها إقليم ساموا في المحيط الهادئ، كما سيبدأ الديمقراطيون خارج البلاد في الإدلاء بأصواتهم.
ويسعى أكثر من ثلث المندوبين في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي للفوز في الانتخابات التمهيدية، والنتائج التي يحققها المرشحون فيه ستحدد إلى حد كبير هوية المرشح الذي يمكنه إقناع جمهور الحزب بالشخصية التي ستمثله ضد الرئيس دونالد ترامب.
يرجع ذلك إلى أن نتائج الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية التي أجريت منذ بداية الشهر الجاري، في ولايات آيوا ونيوهامبشير ونيفادا، والتي ستُجرى اليوم السبت في ولاية ساوث كارولينا، لم تشكل مؤشراً حقيقياً لتحديد الخاسرين والرابحين لدى الديمقراطيين، مع وجود 8 منهم يتنافسون على ترشيح الحزب.
ويشار إلى أن الجمهوريين يمكنهم أن يشاركوا في التصويت، في معظم ولايات “الثلاثاء الكبير”، إلا أن ترامب لا يواجه منافسة حقيقية، ما يجعل التركيز ينصب على انتخابات الديمقراطيين.
ولا يزال سباق الحزب الديمقراطي يفتقر إلى الوضوح. وعلى الرغم من الفوز المقنع الذي حققه السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز (78 سنة) في ولاية نيفادا، واحتمال تحقيقه نتيجة طيبة أمام منافسه الأبرز نائب الرئيس السابق جو بايدن في انتخابات ولاية ساوث كارولينا.
ويجد ساندرز، الذي يمثل ولاية فيرمونت الشمالية التقدمية في مجلس الشيوخ، نفسه أمام امتحان صعب الثلاثاء مع تصاعد الحملات ضده، خاصة من منافسيه الديمقراطيين ومن مسؤولي الحزب، بعد تعليقاته السياسية التي أدلى بها في برنامج “ستين دقيقة”، ودفاعه عن الرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو.
وقال ساندرز في المقابلة: “عندما تسلم فيديل كاسترو السلطة، أتعلمون ماذا فعل؟ لقد خلق برنامجاً ضخماً لمحو الأمية. هل هذا أمر سيئ؟ على الرغم من أن كاسترو هو من قام به”.
تصريح ساندرز أثار غضب الديمقراطيين، الذين هاجموه بشدة، معتبرين أفكاره انقسامية ومثيرة للجدل، وأن استمراره بالترشح بوصفه ديمقراطياً اشتراكياً سيؤدي إلى وصم الديمقراطيين كلهم بالتشدد اليساري.