هل اعتمد هروبت لورانس على المشاهد الجنسية فى توصيل أفكاره؟

أحد أهم أدباء القرن العشرين، أبدع فى كتابة الروايات والشعر والمسرحيات والنقد، هو الأديب البريطانى ديفيد هربرت لورانس، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا 2 مارس من عام 1930م، وخلال حياته مر الكاتب الراحل بالعيد من المحطات، أبرزها مع والدته التى قدمت الكثير من التضحيات لأجل وصول أبنائها إلى تحقيق أهدافهم.

عندما ولد لورانس فى 11سبتمبر 1885 بقرية إيستوود بمقاطعة نوتنجهام شاير من إنجلترا، كان ضمن أسرة عاملة متوسطة الحال، كان أبوه من عمال المناجم، بعكس والدته التي كانت تتمتع بقدر من التعليم والثقافة، فكانت تعمل في مجال التدريس لفترة قبل زواجها.

ديفيد هربرت لورانسديفيد هربرت لورانس

لم تتحمل الأم مشاهدة أبنائها يعملون في نفس مجال أبيهم، فقررت الانفصال عنه بعد صراعات ونزاعات عديدة ذكرها بصورة أدبية فى روايته “أبناء وعشاق” مزجها بما يصيب الأبناء من قلق عاطفى وتمزق جراء هذه الصراعات القائمة فى جو المنزل.

كان لورانس يحب والدته كثيرًا وخصوصًا بعد رحيل شقيقه الأكبر، لدرجة أنه أصبح ممزقًا بينها وبين حبيبته، نظرًا لعدم رغبة والدته في التنازل عن ابنها لأى فتاه، وبرغم حبه لفتاه صغيرة ورغبته في الزواج منها، إلا أن الصراع  مع والدته والذى أسفر عن فوز أمه في النهاية، لم يتحقق الزواج، وذكر ذلك فى الجزء الأخير من روايته أبناء وعشاق.

لم يستمر ذلك الصراع طويلا، حيث رحلت والدته عندما كان لورانس في السادسة والعشرين من عمره، فتزوج من فتاة ألمانية تدعى “فريدا” وتنقلا ما بين إيطاليا وألمانيا لفترة من الزمن، عاد إلى بلده إنجلترا خلال الحرب العالمية الأولى.

كانت بداية الحياة الأدبية لـ “لورانس” بكتابة القصة القصيرة والشعر والراوية، وكان أول نتاج له روايته “الطاووس الأبيض”، لتتوالى بعدها العديد من أعماله الأدبية، مثل “أبناء وعشاق، والمعتدى، قوس قزح”، ولكن روايته قبل الأخيرة “عشيق الليدى تشاترليو” التى كتبها فى عام 1928م، أثارت ضجة كبيرة لما تحتويه من مشاهد جنسية، لدرجة أنها لم تنشر كاملة فى إنجلترا إلا مع بداية الستينيات.

كتب لورانس روايته الأخيرة “الديك الهارب” عام 1929م، والتي أعيد نشرها تحت عنوان “الرجل الذى مات”، بالرغم مما كان يعانيه من مرض وآلام، حتى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم تاركا ثلاث مجلدات من الشعر وخمس مسرحيات وأربعة كتب فى أدب الرحلات، والعديد من الكتب فى النقد الأدبى ومجلدين من المقالات العامة عبر فيهما عن كثير من آرائه فى الحياة هما” التحليل النفسى واللاوعى، التخيل واللاوعى”، وفى مجال القصة فله عشر روايات طويلة وسبع روايات قصيرة أهمها “عروس الضابط، الضابط البروسى، ويرى بعض النقاد أن لورانس أسرف فى سوداويته وكذلك فى الاعتماد على المشاهد الجنسية الفجة فى توصيل أفكاره.

وترجم لورانس أعمالا عديدة من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية وله لوحات عديدة مرسومة، وكان التأثير السلبى للحضارة الحديثة على الجوانب الإنسانية للحياة وتجريد هذه الحياة من البعد الإنسانى هو محور أغلب أعمال هذا الأديب البريطانى، حتى رحل عن عالمنا فى 2 مارس 1930.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى