مطالبات لليونان بإخلاء مخيمات اللاجئين خشية كورونا
حثت منظمة “أطباء بلا حدود”، المعنية بالمساعدات الطبية، اليونان على القيام بإجلاء فوري للمهاجرين من المخيمات المكدسة على جزرها، نتيجة تصاعد خطر وباء فيروس كورونا المستجد.
وقالت المنظمة “يجب أن نكون واقعيين، سيكون من المستحيل احتواء تفشي الفيروس في مخيمات تشهد أوضاعا كهذه”، مضيفة أنها لم ترصد حتى الآن وجود أي خطة للطوارئ حال تفشي الفيروس.
ويعيش أكثر من 40 ألفا من طالبي اللجوء في تلك المخيمات التي تستضيف على خمس جزر يونانية أعدادا تفوق بكثير طاقاتها الاستيعابية.
ولم تحدد المنظمة الأماكن البديلة التي تقترح على السلطات اليونانية نقل المهاجرين إليها، لكنها أكدت أن اليونان والاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذا خطوات سريعة لتفادي وقوع كارثة.
وبالرغم من أن مخيم موريا أنشئ على جزيرة ليسبوس ليستوعب 3000 لاجئ، فإنه يؤوي فعليا على الأقل خمسة أضعاف هذا العدد. وتقول المنظمة إنه وفي بعض المناطق في المخيم يتشارك نحو 1300 شخص صنبور مياه واحدا دون أن تتوفر لديهم أدوات التنظيف كالصابون.
ويسعى عشرات الآلاف من المهاجرين لعبور الحدود البرية والبحرية من تركيا إلى داخل الأراضي اليونانية، بعد أسبوعين من إعلان أنقرة أنها لن تمنعهم من عبور الحدود حسب اتفاق أبرم عام 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي ينص على تلقي أنقرة مساعدات مقابل إبقائها على المهاجرين داخل أراضيها.
وأمس الخميس، أعلنت وزارة الصحة اليونانية، وفاة شخص (66 عاما) في مدينة باتراس غرب اليونان، جراء إصابته بفيروس كورونا، كما أغلقت جميع المدارس والجامعات في البلاد لمدة 15 يوما.
وأكدت السلطات اليونانية 117 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن، ومن بينهم حالة واحدة في جزيرة ليسبوس التي يقع فيها مخيم موريا للاجئين.
وسبق ذلك أن اتهمت اليونان رسميا تركيا بتعمد تسهيل تدفق آلاف المهاجرين على الحدود.
واتهم رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أنقرة “بالمساعدة” في التدفّق المستمرّ لآلاف المهاجرين على الحدود.
وقال ميتسوتاكيس لشبكة سي إن إن “الآن.. دعونا نكون صادقين، الاتّفاق قد مات”.
والاتفاق الذي وقع بين تركيا وأوروبا كانت بنوده تنص على منع أنقرة تدفق اللاجئين عبر حدودها مقابل مساعدات مالية.
وحاليا، يحاول أردوغان من خلال فتح الحدود جر أوروبا إلى مستنقع الحرب السورية، حيث يسعى للحصول على تأييد أوروبي لعملياته العسكرية شمالي سوريا خصوصاً في إدلب، كما أنه يريد من جهة أخرى الحصول على المزيد من الأموال من أوروبا”.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يبتز فيها أردوغان أوروبا عبر ورقة اللاجئين، حيث سبق أن استخدمها في العديد من المناسبات، وتحديدا كلما أراد إجبار بلدان القارة العجوز على الاصطفاف وراءه في حروبه الخارجية سواء في سوريا أو ليبيا.