بسبب “كورونا”.. تصعيد من الأسرى الفلسطينيين ضد الاحتلال
بدأ الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، الخميس، سلسلة خطوات تصعيدية؛ احتجاجا على إجراءات عقابية فرضها الاحتلال بحقهم، بمنعهم من مواد التعقيم لمواجهة كورونا.
وقال عبدالله الزغاري، الناطق باسم نادي الأسير الفلسطيني، إن الأسرى في سجون مجدو ونفحة ورمون بدأوا منذ صباح اليوم أولى خطواتهم النضالية التي تمثلت في إغلاق الأقسام وإعادة وجبات الطعام كاحتجاج على سياسات التضييق عليهم.
وأشار إلى أن “سياسة التضييق الإسرائيلية بدأت قبل نحو 3 أشهر تنفيذا لإجراءات لجنة أرادن العنصرية التي تضم، إلى جانب سحب الكتب الثقافية، منع عدة إنجازات حققها الأسرى من قبل”.
الزغاري أكد كذلك أن أحدث الممارسات الإسرائيلية ضد الأسرى جاءت بمنع 140 صنفا من (الكنتينا)، وهي المواد التي يسمح للأسرى بشرائها، وضمت أصنافا أساسية كالمعقمات والمطهرات والمنظفات المطلوبة التي يشترونها على حسابهم.
وتزامن إقدام الأسرى على شراء هذه الأصناف مع انتشار فيروس كورونا الذي أصاب المئات في إسرائيل والعشرات في الضفة الغربية، وبات ضرورياً اتخاذهم إجراءات نظافة وتعقيم إضافية.
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بذلك فقط؛ بل سحبت مواد غذائية وفواكه وخضراوات من المكونات الأساسية لمناعة جسم الإنسان؛ ما يزيد الخطورة على حياة الأسرى واحتمالية إصابتهم بـ”كورونا” في ظل الإهمال بالسجون، بحسب “الزغاري”.
وأمام ذلك، أبلغ الأسرى الفلسطينيون إدارة السجون بأن هذه الإجراءات إذا استمرت سيواجهونها بخطوات نضالية تصاعدية.
وكشف حقيقة المعلومات التي تحدثت عن إصابة أسرى بفيروس كورونا، قائلا: “تلقينا صباح اليوم عدة اتصالات من الأسرى مفادها أن إدارة سجن مجدو أبلغت الحركة الأسيرة بأن محتجزاً تعرض للتحقيق، وأن أحد الضباط المحققين تبين إصابته بكورونا”.
وأضاف: “عند نقل الأسير اختلط بـ3 آخرين فوضع الأسرى الأربعة في العزل خشية إصابتهم بالفيروس، وأنه في الساعات القليلة المقبلة تتضح حقيقة إصابتهم من عدمها”.
وقال: “الساعات المقبلة خطرة جدا وإدارة السجون تتحمل المسؤولية كاملة لأنها لم تتخذ أي إجراءات لحماية المعتقلين”.
وحذر من أن الأمور ربما تتصاعد سريعا إذا تبين لاحقا إصابة الأسرى بفيروس كورونا، محملا إدارة السجون مسؤولية ذلك.
وقال: “طالبنا بضرورة إطلاق سراح الأسرى خصوصا الأطفال وكبار السن والفتيات والمرضى، لكن سلطات الاحتلال ضربت به عرض الحائط، بل تمعن في إجراءات مضادة ضد الأسرى”.
ونبه إلى أنه تمت مراسلة منظمة الصحة العالمية حول أوضاع الأسرى الفلسطينيين لتتدخل، وكذلك الصليب الأحمر لدى الاحتلال لاتخاذ تدابير احترازية لحمايتهم.
وأوضح أن إدارة السجون لم تتخذ تدابير مماثلة لما جرى في المدن الإسرائيلية، ما ينطوي على عنصرية واضحة واستهتار بحياة الأسرى.
وقال: “جيش الاحتلال لم يقف عند هذا الحد، بل خرق إجراءات السلطة الفلسطينية الاحترازية في بيت لحم واقتحم مخيم الدهيشة الواقع في بيت لحم فجر اليوم، في خرق فاضح لقرار الدخول لوجود حالات مصابة بكورونا”.
واقتحمت قوات الاحتلال المخيم وهي ترتدي زي وقاية من كورونا، واعتقلت 3 شبان وألبستهم الزي الخاص بالوقاية دون الاكتراث إلى إمكانية نقل الفيروس من جنوده للفلسطينيين في جريمة واضحة.
وفي غزة، نظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات وقفة تخللها مؤتمر صحفي، حملت فيه إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الفلسطينيين داخل السجون.
وأكدت ضرورة اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لإجبار الاحتلال على التعامل وفق محددات القانون الدولي وبما يضمن سلامة الأسرى.
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية أكدت عدم وجود إصابات بفيروس كورونا في صفوف الأسرى الفلسطينيين.
وتخطى حاجز الإصابات بكورونا في إسرائيل حاجز الـ500 حالة، وسط إجراءات مشددة للحد من تفشي الوباء العالمي.