برج إيفل.. كورونا يفرض مشهدا نادرا لأبرز معالم أوروبا السياحية
منذ تشييد ذلك الصرح التاريخي، أحد أهم معالم فرنسا منذ 1889، فإن تدابير الحجر المنزلي لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد ألقت بظلالها على “برج إيفل” حتى أصبح مهجوراً.
وتم إغلاق برج إيفل منذ بداية الحجر المنزلي 17 مارس/آذار الماضي، في يومه الحادي والعشرين مثل جميع المباني الثقافية، أجرت محطة “فرانس.إنفو” جولة في أروقة المبنى الحديدي، الذي بات خاوياً مهجوراً كما لم تره من قبل منذ تشييده قبل 131 عاماً.
وقالت المحطة الفرنسية مستعرضة صور البرج من الداخل، إنها صور غريبة، مقلقة تقريبا لمن يعرف النصب التذكاري الباريسي العريق، بعد 21 يوما من بداية الحجر.
وأضافت المحطة الفرنسية أن “البرج كان فارغاً بشكل مرعب”، موضحة: “لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ آخر مرة اضطر فيها الزائرون للاصطفاف لتسلق السلالم، والاستمتاع بالمنظر الخلاب لباريس. ولم يبق سوى عدد قليل من الأشخاص المحظوظين لرؤيتها، وهم العاملون فقط بالمبنى”.
من جانبه، قال ضابط الأمن بالبرج، أبوبكر سومة، إنه حتى عندما يقضي يومه وحيداً داخل البرج طوال اليوم الذي لم يكن يخلو من السائحين والزائرين، فإنه “يشعر بالملل قليلاً”، مضيفاً: “أنا بمفردي أصعد كل يوم، عادة ما كنت أصعد مع الجمهور في نفس الوقت، لهذا أشعر بالوحدة. خصوصا أنه لا انفراجة تلوح في الأفق”.
وبدوره، قال المؤرخ الفرنسي برتراند ليموين، إنه “عندما تنظر إلى برج إيفل من أعلى تجد أن باريس غارقة في نوم عميق، إنها سابقة حقا في تاريخ البرج”.
والبرج الحديدي الذي يبلغ ارتفاعه 324 مترا، ويقع بالقرب من نهر السين، شيده جوستاف إيفل، على مدار عامين من يناير/كانون الثاني 1887 حتى مارس/آذار 1889.
ويستقبل عادة نحو 7 ملايين زائر سنوياً، ودائماً ما يكون في خدمة الشعب الفرنسي خلال لحظات مهمة في التاريخ،.
ويتكون البرج من 18.038 قطعة حديد، ونحو 2.5 مليون مسمار صلب، كما يبلغ وزنه 10 آلاف طن، ويرتكز البرج الحديدي على 4 أعمدة، ويتكون من 4 طوابق؛ دور أرضي و3 طوابق أخرى فوق الأرض، وله 7 مصاعد، وكان له دور تاريخي خلال الحرب العالمية الأولى، إذ كان يوضع أعلاه أجهزة الإرسال، كما استخدمه الجيش الفرنسي برج مراقبة ولإطلاق القذائف خلال الحرب العالمية الأولى.