الاقتصاد الأمريكي يسجل انكماشا حادا.. وترامب يتحدى كورونا

أعلن الاحتياطي الفيدرالي “البنك المركزي الأمريكي”، الأربعاء، أن الاقتصاد الأمريكي سجل “انكماشا حادا” في جميع أنحاء البلاد، وسط حالة الإغلاق نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد “كوفيد-19”.

وقال المركزي الأمريكي إن الشركات في جميع القطاعات أبلغت عن توقعات غير مستقرة مطلقا، وتوقعت معظمها أن تسوء الأوضاع خلال الأشهر المقبلة.

وأظهر تقرير البنك مؤشرات مبكرة على تدهور كبير في قطاعات الاقتصاد الأمريكي، بعد أن أجبرت المصانع والمتاجر والمطاعم في جميع أنحاء البلاد على إغلاق أبوابها.

وأظهرت تقارير الحكومة أن 17 مليون موظف خسروا وظائفهم خلال 3 أسابيع حتى 4 أبريل/نيسان.

وقال البنك إن “التوقعات القصيرة الأمد تشير إلى مزيد من فقدان الوظائف خلال الأشهر المقبلة”.

وهوت الأسهم الأمريكية الأربعاء، بفعل هبوط قياسي في مبيعات التجزئة وتقارير قاتمة لنتائج الربع الأول من العام.

وأضاف التقرير أن القطاعات الأكثر تضررا بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي والإغلاق الاجباري هي قطاعات الترفيه والضيافة وتجارة التجزئة باستثناء السلع الاساسية.

وسجلت كذلك انخفاضات في التصنيع، وعلى الرغم من أن منتجات الأغذية والأدوية شهدت طلباً قوياً إلا أنها عانت من تأخيرات في الإنتاج بسبب إجراءات منع انتشار الوباء وعرقلة سلاسل الإمداد.

وتم إعداد التقرير قبل اجتماع لجنة السوق المفتوحة في البنك والمكلفة بوضع السياسيات في 28 و29 أبريل/نيسان، واعتمد على معلومات تم جمعها حتى 6 من أبريل/نيسان.

خطة لإعادة تشغيل الاقتصاد

تحولت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشكيل قوة عمل للمساعدة في إنعاش الاقتصاد وإعادة تشغيله، إلى سلسلة من الاتصالات الهاتفية، الأربعاء، مع أكثر من 200 شخصية من مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي.

وأشارت وكالة بلومبرج إلى أنه مع ظهور مؤشرات على وصول تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة إلى ذروته، يطلب الرئيس ترامب رأي قادة الشركات الأمريكية بشأن كيفية استئناف نشاط الاقتصاد والمجتمع الأمريكي جزئيا.

وذكرت بلومبرج أن قائمة اتصالات ترامب، الأربعاء، تضمنت تيم كوك رئيس شركة أبل للإلكترونيات ودوج ماكميلون رئيس سلسلة متاجر وول مارت وجامي ديمون رئيس بنك الاستثمار الأمريكي جيه.بي مورجان تشيس.

وبحسب بلومبرج، فإن ترامب يواجه صعوبات أكبر مما كان يتوقع في البداية من أجل تشكيل قوة العمل التي ستتولى وضع خطة إعادة تشغيل الاقتصاد، حيث كان يقول إنه يستطيع تشكيل مجلس يضم أطباء ورجال أعمال “عظماء للغاية” لتقديم المشورة له.

توقعات بارتفاع ديون أمريكا

توقعت هيئة رقابية أمريكية ارتفاع ديون الولايات المتحدة إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ أن خرجت من الحرب العالمية الثانية.

وقدرت “اللجنة من أجل ميزانية اتحادية مسؤولة” في تحليل، الإثنين، أن عجز الموازنة الفيدرالية الأمريكية في طريقه لتجاوز 3.8 تريليون دولار هذا العام، حتى لو لم يعتمد الكونجرس المزيد من حزم الإنفاق التحفيزية، حسب ما ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية.

وقالت “بلومبرج” إن توقعات اللجنة حددت العجز بين الإيرادات والإنفاق بما يقرب من 4 أضعاف العجز البالغ 984 مليار دولار للسنة المالية 2019، ويمثل ذلك 18.7% من الاقتصاد، وهو الأعلى منذ عام 1945.

وبحلول الأول من أكتوبر/تشرين الأول وبدء العام المالي 2021، توقعت المجموعة أن الدين العام الأمريكي سيكون أكبر من حجم الاقتصاد البالغ 21 تريليون دولار، ويتجاوز الرقم القياسي الذي سجل بعد الحرب بحلول عام 2023، محذرة من أن تقديراتها ربما تكون الحد الأدنى.

وتفترض اللجنة أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي سيتقلص بنسبة 3.9% من العام المالي 2019 إلى 2020، ويرتفع بنسبة 3.2% من السنة المالية 2020 إلى السنة المالية 2021.

كما تفترض أن الكونجرس لن يسن تشريعات تحفيز أخرى تتجاوز حزم مساعدات الطوارئ الثلاث التي مررها بالفعل، بما في ذلك اتخاذ إجراء طارئ بقيمة 2.2 تريليون دولار في أواخر الشهر الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى