كورونا يجبر بريطانيا والاتحاد الأوروبي على التفاوض الإيجابي

اتفق الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، الإثنين، على الدعوة إلى إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بينهما لتحديد علاقتهما المستقبلية بعد “بريكست” بحلول يونيو/حزيران القمبل.

وتوقفت المفاوضات إثر توقف طويل بسبب وباء كورونا “كوفيد-19 ” الذي يهدد إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل.

والتقى فريقا التفاوض برئاسة الفرنسي ميشال بارنييه عن الطرف الأوروبي ونظيره ديفيد فروس عن بريطانيا، عبر دائرة الفيديو.

وبعد جولة محادثات أولى في مطلع مارس/آذار الماضي، علقت المفاوضات على مدى 6 أسابيع فيما يقترب استحقاق يونيو/حزيران الذي حددته لندن لتقييم فرص التوصل إلى اتفاق.

وألقى فيروس كورونا المستجد بثقله على مجريات المحادثات.. فأصاب أولا ميشال بارنييه، ثم ديفيد فروست، قبل أن يطال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يقضي حاليا فترة نقاهة بعد نقله إلى المستشفى حيث وضع في العناية الفائقة لأيام.

وقال متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية: “نتوقع محادثات جديدة بناءة هدفها إحراز تقدم بحلول يونيو/حزيران المقبل”.

وأعلن بارنييه من جهته في تغريدة: “لا بدّ لنا من إحراز تقدم في كل المجالات: هدفنا تحقيق تقدم ملموس بحلول يونيو/حزيران المقبل”.

ورغم البلبلة التي تسبب بها الوباء، فإن بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني المقبل رفضت الإثنين أي تمديد للفترة الانتقالية إلى ما بعد نهاية ديسمبر/كانون الأول، ما يزيد مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق ينظم العلاقة المستقبلية بين الطرفين.

في هذه الحال، تطبق قوانين منظمة التجارة العالمية مع حقوق جمركية مختلفة وحواجز جمركية بين أوروبا وبريطانيا.

ودعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إلى تمديد المهلة، مشددة على وجوب تفادي “زيادة عدم اليقين” الناجم عن الأزمة الصحية.

ورغم أن بريطانيا تواجه خطر ركود تاريخي بحسب “مكتب مسؤولية الموازنة” (أو بي آر) مع احتمال تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 13% في 2020، فإن لندن لم تستجب لهذه الدعوة.

صدمة مزدوجة

يؤكد فابيان زوليغ من مركز السياسة الأوروبية أن القيود “الفنية” على المفاوضات التي تتم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة و”الانعكاسات الاقتصادية المحتملة” لعدم التوصل إلى اتفاق “ترجح الكفة بقوة إلى التمديد”.

وتابع: “لا سيما أن الفشل سيؤدي كما يبدو إلى أشدّ سيناريوهات بريكست، أي الخروج بدون اتفاق”.

وعبر مصدر أوروبي قريب من المحادثات عن قلقه قائلا إن “بريكست على طريقة جونسون، هو بحد ذاته بريكست شديد يهزّ الاقتصاد.. ومع كورونا سيشكل ذلك صدمة مزدوجة للشركات”.

وتضاف صدمة الوباء إلى عملية صعبة أساسا لم يتمكن خلالها الطرفان من تسوية خلافاتهما حول العلاقات المستقبلية في ختام جولة أولى من المحادثات.

ويبدأ ذلك بالشكل الذي ستتخذه، إذ يرغب البريطانيون في عدة اتفاقات مثل العلاقات التجارية، والصيد…. في حين يريد الاتحاد الأوروبي اتفاقا شاملا لكي يتم التقدم في كل المواضيع في آن.

وبالنسبة لبروكسل، لن تكون هناك شراكة إذا لم تتم تسوية موضوع صيد الأسماك في شكل “متوازن”، وهو موضوع يهدد بتصعيد الخلاف إذ يعتبر أساسيا لعدة دول أعضاء في مقدمها فرنسا والدنمارك.

إلا أن الأوروبيين لم يكونوا تلقوا النص البريطاني المتعلق بصيد السمك صباح الإثنين، بحسب المصدر الأوروبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى