لم تعد قادرة على تكاليف الناقلات.. شركات تلجأ إلى كهوف الملح وعربات القطار لتخزين النفط
لجأت شركات النفط إلى كهوف الملح بالسويد والنرويج وعربات القطارات في شيكاغو؛ من أجل تخزين شحنات النفط، بعد انهيار الطلب العالمي عليه، وملء خزانات العالم عن آخرها، فضلاً عن ارتفاع أسعار تخزين النفط الخام التي وصلت إلى أسعار قياسية، بسبب فيروس كورونا المستجد.
حسب تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية، الجمعة 1 مايو/أيار 2020، فقد استهدفت الشركات مواقع كانت تتجاهلها عادة، من ضمنها البارجات الموجودة في الأنهار والمستخدمة عادة لتوصيل شحنات صغيرة نسبياً إلى الأسواق الداخلية. مُلئت عربات القطار وكذلك خزانات “فراك” التي تُستخدم عادة لتخزين الماء والمواد الكيميائية المستخدمة في عملية التكسير الهيدروليكي.
نفاد أماكن تخزين النفط: في أواخر أبريل/نيسان، تهاوت أسعار الخام القياسي الأمريكي إلى أقل من الصفر للمرة الأولى في التاريخ. واجه المتعاملون، بسبب تسلم النفط في مدينة كوشينغ بولاية أوكلاهوما، صعوبة في الوصول إلى المخازن التي تحتاجها، مما أجبرهم على الدفع لمنافسين؛ لتخفيف عبء تخزين الخام.
أوحت الخزانات الممتلئة والأسطول المتنامي من ناقلات النفط العملاقة العائمة بأن أماكن تخزين الوقود في العالم تنفد.
قال باتريك كينيرفورس، الرئيس التنفيذي لشركة التخزين “Scandinavian Tank Storage”، التي تبلغ سعتها التخزينية 4 أمتار مكعبة، وتشمل كهوفاً تحت الأرض في السويد والنرويج، إنه استقبل عديداً من الطلبات في مارس/آذار وأبريل/نيسان. وقال: “جميع كهوفنا مستأجرة، ويُحتمل أن تكون ممتلئة نوعاً ما قبل الصيف”.
ارتفعت تكلفة التخزين، في الشهرين الماضيين، مع انخفاض الطلب على النفط الخام عالمياً، بنسبة تصل إلى 30%، إثر عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا.
ارتفاع تكاليف التخزين: نظراً إلى بحث شركات النفط عن أماكن لتخزين كميات غير مسبوقة من النفط الزائد، ارتفعت تكلفة استئجار ناقلة نفط عملاقة، تلك التي يمكن إيقافها في البحر حاملةً أكثر من مليوني برميل، إلى نحو 230 ألف دولار في اليوم الواحد، في أواخر مارس/آذار، وذلك وفقاً لشركة Clarksons Platou Securities لخدمات الاستشارات المالية.
شهدت أسعار النفط في السوق الأوَّلي (الذي يجري فيه التعامل وتنفيذ الصفقات فورياً) انخفاضاً كبيراً مقارنة بأسعار العقود الآجلة التي يحل موعد استحقاقها في الأشهر القادمة؛ مما أدى إلى إنشاء هيكل سوق يُعرف باسم حالة “Contango”.
أتاح ذلك لشركات النفط دفع ثمن التخزين عن طريق شراء النفط الرخيص في السوق الأوَّلي وبيعه بسعر أعلى في سوق العقود الآجلة. في إحدى المراحل، كان سعر خام برنت يفوق 13 دولاراً للبرميل، أي أرخص في السوق الأوَّلي مقارنة بما كان عليه بالنسبة للعقود الآجلة موعد استحقاق بعد ستة أشهر.
توقعات بتفاقم الأزمة: قالت شركة Rystad Energy، وهي شركة استشارية، إنها لا تزال تتوقع أن يصل التخزين إلى الحد الأقصى خلال الأسابيع المقبلة، حتى مع زيادة الطلب إثر تخفيف عمليات الإغلاق في دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة.
تُقدِّر الشركة أن 28 ناقلة نفط سعودية، تحمل إجمالي 43 مليون برميل، سوف تصل إلى الشواطئ الأمريكية بين 24 أبريل/نيسان و 24 مايو/أيار. أبحرت هذه الناقلات جميعاً قبل الدعوة إلى هدنة في حرب أسعار النفط.