50 يوما بلا سياح.. بتراء الأردن تشكو “الصمت الرهيب”
تسبب وباء كورونا المستجد في ما لم تتمكن حروب الشرق الأوسط من فعله؛ إذ سدد ضربة قوية إلى قطاع السياحة في المنطقة، ومن ثم أثر على حياة مئات آلاف العاملين فيه.
وفي مدينة البتراء الأدرنية القديمة التي كانت ذات يوم تحظى بشعبية سياحية هائلة وأحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي، تستطيع الآن سماع صدى تغريد الطيور المرتد بفعل الصخور الملونة والمعالم المتقنة، بسبب الصمت الرهيب الذي حل بديلا لأصوات المجموعات السياحية وبائعي الهدايا التذكارية.
أغلق الأدرن في 15 مارس/آذار الماضي المواقع الأثرية ومنع السياح من دخول البلد بالتزامن مع فرض إغلاق عام في أنحائه لوقف تفشي كورونا المستجد. وبالرغم من ذلك ترك معظم أصحاب متاجر الهدايا التذكارية بضاعتهم على الطاولات أمامها، تحمل مئات الهدايا والزجاجات المليئة بالرمال الملونة المزينة بأشكال إبلية وجبلية، تحسبا للعودة في أي لحظة.
وبعد أكثر من شهر ونصف الشهر، على إجراءات الحظر الصارمة، وإصابة 465 شخصا بكوفيد-19 و9 حالات وفاة، سجلت البلاد أياما كافية بدون تسجيل حالات جديدة وأعادت فتح المتاجر وسمحت بالقيادة مرة أخرى، ولم يتم العثور على حالات في جنوب الأردن حيث تقع البتراء.
وقال محمد عوض، مرشد سياحي في البتراء منذ عام 2003، حسبما نقلته عنه الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية: “هذا غريب جدا، إنها المرة الأولى التي أشاهد فيها البتراء هكذا”.
من جانبه، قال سليمان فرجات، الرئيس المفوض للسياحة والتنمية في البتراء، إن المدينة كانت تشهد توافد ما يعادل 8 آلاف زائر يوميا وهو عدد كبير للتعامل معه. وأضاف: “كم هي غريبة السياحة؟ في عام، تظهر لديك مخاوف حول كيفية التعامل مع أعداد السياح الكبيرة. وخلال شهور أخرى، لا يوجد لديك أي رحلات”.
زار مدينة البتراء العام الماضي أكثر من مليون شخص، 80% منهم من دول أجنبية. ويحيط بالمدينة العريقة قرى مكتظة بالفنادق والمطاعم التي تعتمد كليا تقريبا على السياحة.
في القرن الأول، كانت البتراء مدينة مزدهرة يعيش فيها 20 ألف شخص. وبعد نحو ثلاثة قرون، ضرب زلزال مدمر المدينة وأدى إلى تحويل طرق التجارة وسقطت المدينة في الهاوية. ونسي الجميع البتراء باستثناء بدو المدينة، حتى وصل مستكشف سويسري إليها عام 1812.
وقال علي مطلق سالم (61 عاما)، الذي ولد وترعرع في أحد كهوف البتراء: “نحن الأشخاص الذين أبقوا البتراء سرا لمدة 500 سنة”.
وأضاف أن الحكومة نقلت عائلته ومئات العائلات الأخرى إلى قرية جديدة في الثمانينيات.