جونسون والعقل المدبر لـ”بريكست” في مرمى نيران كورونا
يتعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لضغوط متزايدة لإقالة كبير مساعديه دومينيك كامينغز، الذي يواجه للمرة الثانية اتهامات بخرق قواعد الإغلاق المفروضة لمكافحة فيروس كورونا.
وشوهد كامينغز مع ابنه الصغير قرب منزل والديه في دورهام في شمال شرق إنكلترا، على بعد أكثر من 400 كلم من منزله في لندن، وذلك بعد يوم من إعلانه أنه هو نفسه يعاني من عوارض كورونا، وذلك في رحلة تكررت مرتين، وفق ما رصده الإعلام البريوطاني.
وكامينغز يوصف بأنه العقل المدبّر لحملة بريكست الناجحة في عام 2016 إلى جانب جونسون، ولذلك دافع رئيس الوزراء عن واحد من أقوى الشخصيات السياسية في بريطانيا.
“غريزة الأب”
وقال جونسون إن كامينجز تصرف “انطلاقا من إحساس بالمسؤولية والتزاما بالقانون وبنزاهة” عندما قاد سيارته من لندن إلى شمال انجلترا مع ابنه وزوجته المصابة بأعراض الفيروس.
وأضاف “أعتقد أنه اتّبع غريزة الأب” حين أجرى رحلته لإيجاد الرعاية اللازمة لابنه بعدما كان فيروس كورونا على وشك شل قدراته وقدرات زوجته، معتبرا أن كامينغز “لم يكن لديه خيار آخر”.
“رياء”
في المقابل، يعتقد كثيرون أن تصرف كامينجز “ينم عن الرياء” في ضوء رفع الحكومة شعار تحاشي مثل هذه التنقلات في ذلك الوقت.
وأمام هذه الواقعة، تصدر سؤال “على أي كوكب يعيشان؟” صدر الصفحة الأولي لـ”ديلي ميل”، وهي من الصحف المحافظة ذات النفوذ التي تدعم في العادة جونسون ومستشاره الذي ساعد رئيس الوزراء على الوصول لمقعد السلطة وضمان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وحلّت بريطانيا على رأس الدول الأوروبية من حيث عدد الوفيات بسبب كورونا، بحوالي 43 ألفا.
وقال بيت برودبنت أسقف ويليسدن “جونسون أصبح نسخة كاملة من ترامب”.
في هذه الأثناء، ذكر أعضاء في البرلمان من حزب المحافظين أنهم تلقوا اتصالات من ناخبين غاضبين في دوائرهم.
وقال النائب تيم لوتون “تلقيت سيلا من رسائل أخرى بالبريد الإلكتروني من أفراد ليس لهم مصلحة سياسية يقولون … ’يبدو أن ما يسري عليهم (مسؤولي الحكومة) من قواعد لا يسري علينا. فلماذا نلتزم الآن بتوجيهات الحكومة؟”
من جهته، رأى خبير العلوم السلوكية ستيفن ريتشر العضو في لجنة تقدم المشورة للحكومة، أن جونسون “ضرب عرض الحائط بالنصيحة التي قدمناها حول كيفية بناء الثقة وضمان الالتزام بالإجراءات الضرورية للسيطرة على الوباء”.
الجيران غاضبون
ولدى عودته إلى بيته، مساء أمس، تعرض كامينجز لمضايقات من جيرانه بمن فيهم امرأة انفجرت باكية وهي تقف في نافذة بيتها وتصف الصعوبات التي تحملتها هي وأسرتها بسبب القيود.
وفي اسكتلندا، استقال أكبر مسؤول طبي وأحد كبار المسؤولين عن مكافحة الأوبئة، بعد اعترافهما بمخالفة قواعد الإغلاق.