حفتر ينازع ويتخلص حتى من أنصاره.. تفاصيل محاولة اغتيال عقيلة صالح بإيعاز من الجنرال الليبي

شكَّل توالي سقوط خليفة حفتر عسكرياً في غرب ليبيا مشهداً عسكرياً متخبطاً في المنطقة الشرقية، خاصة بعد دحر ميليشياته من جنوب طرابلس بالكامل ومحاصرة بقايا فلولها في آخر معاقل لها بمدينة ترهونة (65 كم جنوب طرابلس)، ووصل التخبط لحد الارتباك بين أنصار مشروع الكرامة السياسيين والعسكريين.

كشف مصدر مطلع لـ”عربي بوست”، أن مسلحاً من أحد أبناء عمومة عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، طلب منتصف ليلة الإثنين 1 يونيو/حزيران، مقابلة عقيلة بعد عودته من زيارة لمصر.

طلب الحرس الخاص بعقيلة من الرجل تسليم سلاحه الشخصي قبل الدخول لمقابلة صالح، إلا أنَّ رفضه أسفر عن مشادة كلامية، انسحب على أثرها وأُلغيت المقابلة.

فجر الثلاثاء 2 يونيو/حزيران، وحسب المصدر ذاته اشتبك الحرس الشخصي لعقيلة صالح مع مسلحين كان بينهم ابن عم عقيلة صالح، الذي رفض تسليم سلاحه وقت المقابلة، وحاولوا جميعاً التسلل إلى منزل عقيلة بغية اغتياله، مؤكداً إصابة واحد من المهاجمين، والقبض على الاثنين الآخرين.

وأشار المصدر إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط صدّام خليفة حفتر في التخطيط والتمويل لحادثة اغتيال عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، موضحاً أن أعياناً من قبيلة العبيدات “التي ينحدر منها صالح وأحد المهاجمين” قرروا التكتم على موضوع حادثة الاغتيال، وإظهار الأمر على أنه مشكلة عائلية.

الاشتباك على خلفية مشكلة عائلية.. 

وفي رواية أخرى نفى عضو ببرلمان طبرق -فضّل عدم ذكر اسمه- تعرُّض رئيس البرلمان لمحاولة اغتيال، وأكد أنه بصحة جيدة، مضيفاً أن حادثة إصابة أحد أبناء عمومة عقيلة صالح بعيار ناري في منزل عقيلة كانت على خلفية مشكلة شخصية بين عائلة المهاجم “آل اللاص العبيدي” وعائلة صالح العبيدي بخصوص قطعة أرض محل نزاع بين الطرفين.

وأشار عضو البرلمان إلى أن المصاب في الحادث نُقل إلى مشفى مدينة البيضاء وهو في العناية المشددة وحالته مستقرة، إلا أن مصدراً آخر كشف لـ”عربي بوست”، أن قوة مسلحة مجهولة قامت باختطاف المصاب من مشفى البيضاء إلى جهة مجهولة.

أسباب المحاولة وتبعاتها

ذكر مصدر مطلع أن التحقيقات المبدئية كشفت أن عملية اغتيال عقيلة صالح كانت بإشراف مباشر من نجلي خليفة حفتر “صدّام” وخالد وشخصيات مقربة من حفتر في معسكر الرجمة ومن الدائرة الأولى لحفتر؛ كي لا يفقدوا نفوذهم.

وتابع المصدر أن المحاولة كانت لإزاحة صالح من منافسة خليفة حفتر في المنطقة الشرقية، وإنهاء مبادرته السياسية التي بدأت تلقى رواجاً عند الدول الداعمة وعلى رأسها مصر والإمارات، بعد حصولهم على معلومات تفيد بقرار الرئاسة المصرية تغيير خليفة حفتر بشخصية عسكرية أخرى.

وأضاف المصدر أنَّ صالح رفض الإعلان عن المحاولة إلا بعد الرجوع للمخابرات الداعمة للاثنين، وإطلاعها على النتائج المبدئية للتحقيقات في محاولة الاغتيال، موضحاً أن عقيلة يخشى صِداماً مسلحاً بين أنصار حفتر وأنصاره من أبناء برقة على خلفية الحادثة.

مصر تبحث عن بديل لحفتر

وكشف مصدر مطلع لـ”عربي بوست”، أن عقيلة صالح التقى خلال زيارته لمصر، مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وتمّ التشاور بشأن تفاصيل المبادرة التي أعلنها عقيلة من مدينة القبة في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف المصدر أن اللواء كامل أبلغ عقيلة بإصرار الحكومة المصرية على تعيين اللواء فرج بوغالية الفرجاني، ضابط من أنصار نظام القذافي، قائداً عاماً للجيش بديلاً عن خليفة حفتر في المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن عقيلة صالح تحفَّظ على تعيين بوغالية كبديل لحفتر.

وعلل عقيلة تحفُّظه بأن المنطقة الشرقية لا تحتمل تعيين شخصية محسوبة على النظام السابق، وأن “هناك عديداً من أمثال حفتر في معسكر شرق ليبيا، من الممكن أن تراهن عليهم مصر في حال اتُّخذ قرار بانتهاء دور خليفة حفتر وتعيين بديل له”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى