“كتاب لا يريدك ترامب أن تقرأه”.. الرئيس يُحذر مستشاره السابق من نشره ويتوعده إذا رفض الانصياع

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، من نشره لكتاب، يكشف فيه تفاصيل يتهم فيها الرئيس بارتكاب تجاوزات تتعدى قضية أوكرانيا، ويؤكد أن كل سياسة ترامب الخارجية دوافعها سياسية داخلية، وقال ترامب إن الكتاب لو وجد طريقه للنشر فإن بولتون سيخالف القانون.

ضغوط على بولتون: في حديثه للصحفيين بالبيت الأبيض قال ترامب إن أي محادثات أجرياها كانت سرية، فيما ذكر وزير العدل ويليام بار، في حديثه بالمؤتمر نفسه، أن بولتون لم يكمل العملية اللازمة لنشر كتابه، وأن الوزارة تحاول حمله على حذف المعلومات السرية.

يأتي ذلك بينما من المقرر نشر كتاب بولتون بعنوان “ذا روم وير إت هابند (الغرفة التي حدث فيها)  في 23 يونيو/حزيران 2020، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

أما دار نشر سايمون آند شوستر، فقالت، في بيان صحفي، إن كتاب بولتون يقدم شهادة مطلعة عن “عملية صنع القرار غير المتسقة والمتخبطة” للرئيس دونالد ترامب، وفي وقت سابق قالت الدار إن “هذا الكتاب هو الذي لا يريدك دونالد ترامب أن تقرأه”.

أشارت دار النشر أيضاً إلى أن الكتاب يسرد بالتفصيل معاملات ترامب مع الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، ومضت تقول: “ما شهده بولتون أثار دهشته.. رئيس همه الوحيد هو انتخابه لفترة جديدة، حتى لو كان ذلك يعني تعريض الأمة للخطر أو إضعافها”.

وفقاً للناشر أيضاً، وحسب البيان، يقول بولتون في الكتاب: “أشعر أنني تحت ضغط كبير يتمثل بضرورة ذكر قرار واحد مهم اتخذه ترامب خلال فترة عملي لم يكن مدفوعاَ بحسابات إعادة انتخابه”.

يأتي نشر كتاب بولتون بعدما أقاله الرئيس الأمريكي في سبتمبر/أيلول 2019، في ظل خلافات حادة حول مجموعة واسعة من تحديات السياسة الخارجية، وكان بولتون، وهو مراقب دقيق يحرص على تدوين الملاحظات، شاهداً على عدد من اجتماعات السياسة الخارجية المهمة.

انتقادات لبولتون: يتضمن الكتاب أيضاً توثيق بولتون لمخالفات ارتكبها ترامب تتعدى الضغوط التي مارسها على أوكرانيا، للتحقيق مع منافسه الديمقراطي جو بايدن، ومحاكمته في الكونغرس.

يرى بولتون حول محاكمة ترامب أن “مجلس النواب ارتكب أخطاء في ممارسة إجراءات العزل عبر حصر الاتهام بشكل ضيق بأوكرانيا، بينما كانت تجاوزات ترامب الشبيهة بما فعله مع أوكرانيا موجودة على نطاق سياسته الخارجية بالكامل”.

يذكر بيان دار النشر أيضاً أن بولتون يتحدث في مذكراته عن “عملية اتخاذ القرار من قِبل ترامب غير المتجانسة والمشتتة”.

ويُحيي الكتاب التساؤلات عن سبب امتناع بولتون عن الإدلاء بإفادته خلال محاكمة ترامب إن كان يعتقد أن الرئيس ارتكب كل هذه التجاوزات الخطيرة، واختياره كتاباً وبيعه بدلاً من ذلك.

في هذا السياق، قال النائب تيد ليو الديمقراطي الذي عمل بقوة من أجل محاكمة ترامب، في تغريدة على تويتر، إن “جون بولتون هو نموذج الموظف الحكومي المدعي الذي لم يكتفِ بتغليب الحفلات على البلاد، بل وضع أرباحه الخاصة قبل البلاد. رجل خسيس”، وفق تعبيره.

من جهته، دعا والتر شوب، المدير السابق لمكتب أخلاقيات الحكومة واصطدم مع إدارة ترامب، إلى مقاطعة كتاب بولتون، معتبرا أن شراءه “يعني دعم متقاعس خان بلاده برفضه أداء واجبه الإدلاء بشهادة أمام الكونغرس”.

يبلغ بولتون من العمر 71 عاماً، وهو سياسي مثير للجدل في واشنطن منذ فترة طويلة، وقد تجاوز الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الكونغرس لتعيينه سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.

كان بولتون قد دافع بشدة عن غزو العراق خلال الحملة التي سبقت الحرب، وكان يدفع باتجاه قصف إيران وكوريا الشمالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى