مدينة تستبدل الشرطة بأطباء نفسيين.. النتيجة مذهلة
منذ نحو 31 عاما، قامت إحدى مدن ولاية أريجون الأمريكية بتعديل شاحنة صغيرة قديمة وعينت فيها أطباء شبابا في الصحة النفسية للرد على اتصالات النجدة عبر رقم 911 التي لا تتطلب بالضرورة تدخل أفراد الشرطة.
وبذلك تمكنت مدينة يوجين التي يقطنها 170 ألف نسمة من السيطرة على أزمات الصحة النفسية والتشرد وإدمان المخدرات والتهديد بالانتحار، وهي مشكلات ليست من النوع الذي يسهل حله، وعندما كانت الشرطة تتدخل فيها غالبا ما كان الأمر ينتهي بالعنف.
ويشير أحدث الإحصائيات في الولايات التحدة إلى أن 25% من الأشخاص الذين تقتلهم الشرطة في اتصالات من هذا النوع يكونون من المرضى النفسيين.
واليوم أصبح يطلق على هذا البرنامج اسم (CAHOOTS) ويتضمن 3 شاحنات صغيرة وعدد أكبر من الأطباء.
وحسب تقرير مطول نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، يقوم هذا البرنامج بالتعديلات الأساسية لتغيير نظام العدالة الأمريكي، لإسناد بعض المسؤوليات إلى مدنيين غير مسلحين.
وبدأ البرنامج كفكرة من مركز (White Bird Clinic) الذي يقدم خدماته في يوجين منذ أواخر ستينيات القرن الماضي وجاءت فكرته من بعض النشطاء.
وفي عام 1989، تم تأسيس برنامج (CAHOOTS) اختصار لـ”Crisis Assistance Helping Out on the Streets” بالتعاون مع قسم شرطة يوجين.
وقال ديفيد زييس أحد مؤسسي البرنامج إنه يتم تنقيح الاتصالات التي يتم تلقيها عبر رقم النجدة 911، وإذا كانت تتعلق بأعمال عنف أو جرائم يتم تحويلها إلى الشرطة أما إذا كانت تقع في نطاق تخصص (CAHOOTS) فيتم تحويلها إلى شاحنة الأطباء (عادة يكون فيها طبيب وممرضة ومستجيب أزمات مدرب على الصحة السلوكية) التي تجهز المعدات المطلوبة وتتوجه إلى مكان الاتصال.
ووفر هذا البرنامج على المدينة 8.5 مليون دولار من نفقات الأمن العام السنوية، فضلا عن 14 مليون دولار أخرى من تكاليف رحلات سيارات الإسعاف وطوارئ المستشفيات، وفقا للقائمين عليه.
ومعظم عملاء برنامج (CAHOOTS) من المشردين وحوالي ثلثهم يعاني من مرض نفسي خطير.
وعلى عكس الشرطة، لا يجبر العاملون في البرنامج المتصلين على تقبل مساعدتهم، كما لا يقومون باعتقال أي منهم، فضلا عن أنهم غير مسلحين والهدف أن يشعر المستغيثين بأن من سيغيثهم من المدنيين وليس من الشرطة، وبالتالي لا يشعرون بالتهديد إذا كانوا يعانون من أمراض نفسية.
وبعد نجاح برنامج يوجين بدأت مدن أمريكية في طلب استشارة العاملين في مشروع (CAHOOTS) لمساعدتهم في تأسيس إصدارات خاصة بهم من البرنامج، لإنقاذ الأفراد المعرضين للخطر.
