سيحتاج لآلاف الطائرات ولظروف نقل خاصة جداً.. نقل لقاح فيروس كورونا لمليارات البشر يواجه تحديات أخرى
تقر صناعات شحن البضائع في جميع أنحاء العالم على متن السفن والطائرات والشاحنات بأنها حسب تقرير وكالة Bloomberg الأمريكية غير مستعدة للتعامل مع التحديات الملحمية المتمثلة في شحن لقاح فيروس كورونا المستجد النهائي من شركات الأدوية إلى مليارات البشر حول العالم.
تواجه شركات الشحن، التي تعاني بالفعل بسبب الوباء، مشاكل تتراوح من تقلص السعة على سفن الحاويات وطائرات الشحن إلى انعدام الرؤية حول موعد وصول اللقاح. وكافحت شركات الشحن لسنوات للحد من الأعمال الورقية المرهقة وتحديث التكنولوجيا القديمة التي، ما لم تتم معالجتها قريباً، ستبطئ سباق التتابع لنقل قوارير اللقاح الهشة بكميات غير مسبوقة.
إن صنع لقاح سريع أمرٌ صعب بما فيه الكفاية، ولكن توزيع اللقاح في جميع أنحاء العالم يواجه مجموعة من المتغيرات الأخرى، وقد تعمل القوى المتضاربة ضد هذا الجهد: البنية التحتية المشغلة للاقتصاد العالمي تتقلص بسبب الانكماش طويل الأمد، وكذلك تحتاج شركات الأدوية إلى التوسع من أجل إطلاق المنتج الأكبر والأكثر أهمية في التاريخ الحديث.
8 آلاف طائرة شحن: قدّر جوليان ساتش، رئيس قسم الأدوية في شركة الإمارات للشحن الجوي (سكاي كارجو) مؤخراً، أن طائرة شحن واحدة من طراز بوينغ 777 يمكنها حمل مليون جرعة فردية من اللقاح. وهذا يعني أن الشحن الجوي لأنظمة الجرعات المزدوجة اللازمة لحماية نصف سكان العالم يتطلب حوالي 8 آلاف طائرة شحن.
هناك مشكلة أخرى تتعلق بالسعة وتتمثل في التبريد. لقد قال مسؤولو الصحة إن اللقاح الذي سينتهي به الحال إلى السوق يحتاج على الأرجح إلى الحفظ عند 2 إلى 8 درجات مئوية (35.6 إلى 46.4 درجة فهرنهايت) طوال عملية الشحن. وقد تتطلب بعض التقنيات الحديثة من اللقاحات مجمدات أكثر تقدماً يمكنها حفظ اللقاح عند درجة حرارة منخفضة تصل إلى 80 درجة مئوية. وأي انحراف في هذا الأمر يمكن أن يتسبب في تلف جرعات اللقاح.
وهناك أكثر من 160 لقاحاً لفيروس كورون قيد التطوير، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، على الرغم من أن 25 فقط حالياً قيد الدراسات البشرية. وتبدأ اللقاحات المرشحة الأبعد طولاً الآن تجارب المرحلة المتأخرة، وهناك طموحات في الحصول على ترخيص لاستخدام اللقاح في حالة الطوارئ من قبل المنظمين قبل نهاية العام. وقد يسمح ذلك بتوفير عدد محدود من جرعات اللقاح للعاملين في مجال الرعاية الصحية والفئات الضعيفة الأخرى.
استهداف توفير اللقاح عام 2021: في نهاية المطاف، ستحتاج البلدان إلى وصول أوسع بكثير إلى جرعات لقاح فيروس كورونا لوقف الفيروس الذي دمر الاقتصادات وحصد حتى الآن أكثر من 633 ألف شخص على مستوى العالم. ولكن بكل الحسابات، من المرجح ألا يحدث ذلك الأمر إلا عام 2021 على أقرب تقدير.
في هذه الأثناء، يجري إبرام صفقات التصنيع وتعديل المرافق من أجل إنتاج جرعات اللقاح التجريبية مع خوض مخاطر فشلها في التجارب السريرية. على الرغم من أن العلم الذي يقيم جدوى اللقاحات لا يزال غير مثبت، ولا يزال الإنتاج الضخم مهمة شاقة، إلا أن كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الأدوية يتكهنون بأن التوزيع سيشكل التحدي الأكبر للجميع.
جاهزية المطارات: قال أمير بينيدا، مدير تجارة الطيران واللوجستيات في مطار ميامي الدولي، وهو من بين عدد محدود من المطارات حول العالم الذي لديه شركات طيران معتمدة للتعامل مع الأدوية: “لا أعتقد أننا جاهزون لأنني لا أعتقد أننا نعرف ما يمكن توقعه”.
قد يكون هناك عامل معقد آخر هو سلوك بعض الحكومات الحمائية العازمة على عرقلة التعاون الدولي من خلال ممارسة السيادة على سلاسل التوريد.
وسط هذا الضجيج السياسي، هناك همهمة ثابتة من الاقتصادات التي تحاول التعافي، والوقت المزدحم من العام للشركات لتقوم بالتخزين قبل عطلات نهاية العام يكون عادة في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول. وبصرف النظر عن توزيع اللقاح، فقد تظل أسعار الشحن المرتفعة بالفعل على هذا النحو وتبقى أكثر تقلباً من أي وقت مضى نظراً لنقص السعة وعدم اليقين في الطلب.
لقد تحملت صناعة الأدوية ذات العلامات التجارية والعامة بالفعل تكلفة النقل المرتفعة حيث أدى الوباء إلى إدخال صناعة الطيران في حالة من الفوضى. حتى في بداية شهر فبراير/شباط 2020، كافحت المجموعات التجارية الصناعية والمنظمات غير الربحية لمساعدة شركات الأدوية في التغلب على ندرة الرحلات التجارية وشحن البضائع.