يعانون في زنازين مكتظة وبظروف صحية سيئة.. مخاوف من تفشِّي كورونا بمعسكرات اعتقال مسلمي الإيغور بالصين
قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن الأعداد المتزايدة من حالات كوفيد-19 في إقليم شينجيانغ أثارت مخاوف من احتمالية وصول المرض إلى معسكرات الاعتقال السرية التي يُعتَقد أن الصين تحتجز بها أكثر من مليون من الأقليات المسلمة.
إذ يُشار إلى أن السلطات الصحية الصينية سجلت، الإثنين 27 يوليو/تموز 2020، 68 حالة جديدة من حالات كوفيد-19، منها 57 حالة في منطقة شينجيانغ أقصى غرب البلاد، ليصل إجمالي الحالات المسجلة في المنطقة إلى 235 حالة.
وبعد ورود تقارير لمدة خمسة أشهر عن انعدام الإصابات في شينجيانغ، بدا أن التفشي الذي بدأ منذ ما يقرب من أسبوعين تمكن من العاصمة أورومتشي، وانتشر إلى كاشغر على بعد حوالي 300 كيلومتر.
بؤر انتشار للوباء: الدكتور مايكل كلارك، الأستاذ المساعد في كلية الأمن القومي بالجامعة الوطنية الأسترالية، يقول إن تفشِّي المرض في مدينتين بعيدتين وارتفاع معدلات الانتشار المجتمعي يشير إلى احتمالية وجود “أماكن متعددة في المنطقة تضم بؤر انتشار”.
أضاف قائلاً: “ربما يكون الخطر الأكبر هو أنه يوجد أشخاص يعملون حراس أمن ومسؤولين في المعسكر، وقد يساهمون في الانتشار المجتمعي داخل المعسكرات. وإذا حدث ذلك فربما يتعرض الأفراد المحتجزون في معسكرات إعادة التأهيل لمخاطر صحية هائلة”.
فيما تقول الدكتورة آنا هايز، الأستاذة البارزة في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة جيمس كوك في أستراليا، إن المراكز التي صورها التلفزيون الصيني الحكومي كانت تضم مساكن تحوي بين ستة إلى ثمانية أسرّة، بينما أشارت تقارير نقلاً عن أشخاص كانوا في هذه المعسكرات إلى أنها عبارة عن زنازين مكتظة تضم ما يصل إلى 60 شخصاً يعيشون في ظروف صحية سيئة ويعانون قلة الطعام والملابس وإساءة المعاملة.
ظروف صعبة: أضافت الدكتورة قائلة: “كل هذه العوامل تزيد من عرضة الناس للإصابة بالمرض، وهم تحت ضغط وإكراه ليس لهما مثيل وهو ما يؤثر على جهاز المناعة. وليس من الضروري أن يكونوا مصابين بمرض مزمن آخر. فمجرد الضغط الذي يتعرضون له يزيد من النتائج السلبية إذا هم أصيبوا بكوفيد”.
كما يطرح تفشي المرض في شينجيانغ خطراً على غير المحتجزين من الأقليات.
تقول آنا في إشارة إلى برنامج إقامة إجبارية يقيم بموجبه أعضاء من الحزب الشيوعي حوالي أسبوع كل شهرين في منازل سكان شينجيانغ: “ومن مصادر المرض الأخرى بين الإيغور برنامج “لنصبح عائلة” حيث يصحبك شخص من الهان الصينيين… ولا بد أن يقيم هذا الشخص في منزلك”.
آنا وكلارك أشارت كذلك إلى أنه في حالة تفشي المرض بين سكان الإيغور، خاصة إذا حدث في المعسكرات، فربما لا يُكشف عنه أبداً.
يقول كلارك: “لا أعتقد أنه سيكون مفاجئاً أن أرى تستراً على التفشي أو عدم تسجيل الإصابات”.