لقطات نادرة من سجن الإيغور.. معتقل يسرّب فيديو يرصد فيه انتهاكات صينية بشعة بحق المحتجزين المسلمين
تُظهر لقطات نادرة ورسائل نصية أرسلها سراً أحد الإيغور المحتجزين، أدلةً مروعة على انتهاكات الصين لحقوق الإنسان، مع تزايد التدقيق العالمي في الوضع بمقاطعة سنجان.
التقارير التي نشرتها شبكة BBC البريطانية وصحيفة The Globe and Mail الكندية، كشفت تفاصيل احتجاز ميردان غابَّار، عارض الأزياء الناجح على منصة التجارة الإلكترونية Taobao، الذي أمضى أكثر من عام في السجن بتهمة تتعلق بالمخدرات قال مؤيدوه إنها ملفَّقة
زنازين مزدحمة بالسجناء: في يناير/كانون الثاني 2020، أعادت الشرطة الشاب الإيغوري (31 عاماً) إلى سنجان، حيث غُطي رأسه وقُيّد بالأغلال واحتُجز في زنزانة شرطة مزدحمة مع سجناء يتراوح عددهم بين 50 و60 سجيناً، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 5 أغسطس/آب 2020.
فيما أفادت التقارير بأنّ مقاطع الفيديو والرسائل النصية التي أرسلها غابَّار تقدم وصفاً مفصلاً لاعتقاله والظروف الصادمة التي قال إنه شهدها، وضمن ذلك تغطية رؤوس المراهقين وضربهم، والاستخدام واسع النطاق “لبدلات مكونة من أربع قطع”، وهي قيود مركَّبة تنتقدها الجماعات الحقوقية.
ولا توجد أخبار عن غابَّار منذ مارس/آذار 2020.
رسائل السجناء النصية: إذ كشفت رسائل نصية أخرى كيفية استهداف أطفال تصل سنهم إلى 13 عاماً، ضمن جهود الصين لقمع دين وثقافة الأقلية المسلمة، مع وثيقة تدعو الأطفال إلى “التوبة والاستسلام”.
فيما كتب غابَّار عن زنزانة الشرطة في رسائله التي ترجمها جيمس ميلوارد، أستاذ التاريخ في جامعة جورجتاون بواشنطن العاصمة: “كانت كراسي رجال الشرطة المناوبين تشغل ثلث الغرفة، بينما تُركت المساحة الباقية للرجال على اليمين والنساء على اليسار، مقسَّمين ومحتجزين داخل أقفاص”.
الاحتجاز في ظروف سيئة: وتحدّث غابَّار عن إجباره على ارتداء “البدلة المكونة من أربع قطع”، والتهديد، والاحتجاز في ظروف غير صحية وخطيرة، حيث يُحاصَر السجناء بالقمل ويتبادلون أواني طعام غير مغسولة، لتناول “بقايا طعام رجال الشرطة المصنوعة من حساء الأرز”.
في حين نُقل غابَّار إلى زنزانة منعزلة لعدة أيام، وقال إنّه كان يسمع صراخ أشخاص يخضعون للاستجواب في مكان قريب. وقال: “ذات مرة سمعت رجلاً يصرخ من الصباح حتى المساء. وكان هذا تعذيباً نفسياً لي؛ كنت أتساءل خائفاً: هل سأكون الشخص التالي؟”.
كذلك نُقل السجناء الآخرون على متن حافلات صغيرة، بينما نُقل غابَّار المصاب بالبرد إلى المستشفى، ثم إلى غرفة منعزلة في مُجمَّع مجاور حيث أعيدت إليه متعلقاته، ومن ضمنها -عن طريق الخطأ- هاتفه الذي استخدمه للاتصال بأقاربه.
عقوبات أمريكية على الصين: ويُذكر أن التركيز الدولي على سنجان قد ازداد في الأشهر الأخيرة، وضمن ذلك دعوات واسعة من أجل السماح للمحققين المستقلين بالدخول. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات بسبب معاملة الصين للإيغور والأقليات المسلمة التركية الأخرى، بينما تناقش دول أخرى إجراءات مماثلة.
إذ وُثّق ما يلاقيه الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى من إساءات وسوء معاملة على نطاق واسع في سنجان، لكن بكين نفتها بشدة وادَّعت أن سياساتها تهدف إلى مكافحة الإرهاب.
في حين قال منتقدون إنّ أدلة الاعتقال الجماعي بـ”معسكرات إعادة التعليم”، والتعقيم القسري، والمراقبة، والقيود على المعتقدات الدينية والثقافية ترقى إلى حد الإبادة الجماعية الثقافية.