صورتها مسَّت مشاعر العالم .. قِصّة الإطفائية التي ماتت وهي تقتحم “المستودع 12” (صور)
كشفت صحيفة Daily Mail البريطانية، الخميس 6 أغسطس/آب 2020، عن أسماء أبطال الإطفاء الثلاثة الذين ظهروا في مقطع فيديو خلال محاولتهم المستميتة لدخول مستودع بيروت المنكوب وإخماد نيرانه، ويتعلق الأمر بكل من جو نون ومثال حوا ونجيب حتى، الذين كانوا أعضاء في فريق الاستجابة السريعة المُكوّن من 10 أشخاص، والذين ما يزال تسعة منهم في عداد المفقودين، بينما تأكدت وفاة زميلتهم أخصائية الإسعاف سحر فارس (25 عاماً).
وفق تقرير لصحيفة Daily Mail، فقد التُقطت صورة رمزية لرجال الإطفاء الثلاثة وهم يضعون حياتهم على المحك لمنع الكارثة، ويظهر أن أحدهم، وهو نجيب حتي، لم يُتح له الوقت حتى لارتداء زيه.
حيث أُرسلوا مع زميل آخر، يُعتقد أنها سحر فارس، من محطة الإطفاء في الكرنتينا شمال شرقي بيروت، داخل سيارة استجابة للطوارئ وكانوا أول مَن تواجد في مكان الحادث، حسبما قال رؤساء الإطفاء لصحيفة Daily Mail.
وقال مسؤول في خدمة الإطفاء، طلب عدم نشر اسمه: “عندما بدأ الدخان بالتجمع، أرسلنا وحدة من 10 أشخاص. كان ستة منهم في سيارة الإطفاء وأربعة بسيارة الاستجابة للطوارئ. وكان الرجال الثلاثة في الصورة الشهيرة أول من وصل إلى مكان الحادث، وحاولوا فتح باب المستودع 12”.
وتابع: “وأعقبهم الزملاء في المركبات الأخرى. لقد أصاب الانفجار الجميع. وما يزال تسعة منهم في عداد المفقودين. بينما عُثر على واحدة، هي سحر فارس، وأُعلِنت وفاتها. ورَثتها عائلتها هنا بالأمس، وخطيبها منهار”.
وتُظهر الصورة المأساوية، التي انتشرت منذ ذلك الحين، اللحظات الأخيرة لرجال الإطفاء الذين أُرسلوا لمواجهة الحريق في مستودع 12 بميناء بيروت قبل انفجار المواد الكيميائية المخزَّنة بداخله بقوة قنبلة نووية صغيرة، مما أسفر عن مقتل 137 على الأقل.
وتُظهر الصورة، التي تحققت منها صحيفة Daily Mail، نون وحوا وحتي وهم يحاولون كسر القفل تحت لافتة مكتوب عليها “مستودع رقم 12″، إلى جانب إشارات تحذيرية من وجود مواد كيميائية خطرة في الداخل.
وتأكدت وفاة الشخص الذي التقط الصورة، وعُثر على الصورة على هاتفه. وقال محافظ بيروت إن عشرة من رجال الإطفاء باتوا في عداد المفقودين بعد الانفجار الذي اندلع عندما اشتعلت النيران في 2750 طناً من نترات الأمونيوم المخزنة بالمستودع.
من جهته، صرح رئيس الإطفاء الذي أرسل الفريق إلى حتفه، ولم يرغب في الكشف عن اسمه، للصحيفة: “يمكنني أن أقول الشيء نفسه عن جميع أفراد الطاقم. كانوا جميعاً أشخاصاً صالحين، وكانوا دائماً مستعدين لأن يكونوا في مقدمة الخط الأمامي. ما هي الكلمات التي تقال لشخص ضحى بنفسه من أجل سلامة الآخرين؟ جميعهم أبطال ونحن مدينون لهم”.