قبل انتخابات الرئاسة.. الصين تُحرج ترامب بمشتريات “السلع الزراعية”

كشفت بيانات جمعها معهد “بيترسون” للاقتصاد الدولي، أن الصين أبعد ما تكون عن الالتزام بمشتريات السلع الزراعية الأمريكية وفق اتفاق “المرحلة الأولى” التجاري بين البلدين، ما يعني أنها قد تحرج الرئيس دونالد ترامب قبل الانتخابات.

ويأمل ترامب في إجبار بكين على زيادة وارداتها من أمريكا، لتحسين الميزان التجاري بينهما، والترويج لهذا كإنجاز ضخم قبيل خوض معركة صعبة للفوز بولاية ثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

لكن بيانات معهد “بيترسون” كشفت أن السلع الزراعية التي اشترتها الصين حتى نهاية يونيو/ حزيران الماضي ظلت بعيدة من المستوى الذي يفترض أن تكون عليه في هذه الفترة من العام.

وفي حال لم تسرع الصين من وتيرة الواردات، فإن الخسائر بين الفلاحين الأمريكيين ستكون كبيرة، وستؤثر بالتالي على حظوظ ترامب في الانتخابات.

ولم تبلغ تلك المشتريات سوى 39% من الهدف نصف السنوي الوارد في الاتفاق، وفق المعطيات الأمريكية، و48% وفق المعطيات الصينية.

وأفادت تقارير إعلامية أمريكية أن الطرفين يستعدان لعقد لقاء عبر الفيديو في 15 أغسطس/ آب لمناقشة الاتفاق الذي ينص على رفع عمليات شراء الصين للمنتجات والخدمات الأمريكية بشكل كبير خلال العامين الجاري والمقبل.

وصمد الاتفاق التجاري الذي أطلق عليه اسم “المرحلة الأولى” والموقع في يناير/كانون الثاني، رغم التراجع الحاد للنشاط الاقتصادي العالمي الناتج من أزمة فيروس كورونا المستجد.

وقال الباحث في المعهد شاد باون الذي وضع الدراسة “في حال بلغنا المستوى التجاري لعام 2017 فسنكون محظوظين”، في إشارة إلى السنة التي سبقت بدء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

وتنص بنود الاتفاق على أن ترفع الصين شراء السلع الزراعية بقيمة 32 مليار دولار على مدى عامين، مقارنة بمستوياتها عام 2017.

وارتفعت طلبيات الصين للذرة والصويا منذ منتصف يوليو/ تموز، كما اشترت أكثر قليلا من 3 ملايين طن من بذور الزيوت الأمريكية بين 14 يوليو/ تموز و7 أغسطس/ آب، وفق معطيات وزارة الزراعة الأمريكية.

وأعلنت الولايات المتحدة نهاية يوليو/ تموز تسجيل أعلى طلبية يومية صينية للذرة على الإطلاق، بلغت 1,9 مليون طن.

وأشاع الإعلان ارتياحا في صفوف المزارعين الأمريكيين الذين يتوقعون محصولا وافرا هذا العام ويحتاجون الى زبائن.

وجاء الإعلان أيضا في لحظة توتر سياسي كبير بين البلدين، بعدما أذنت إدارة ترامب بفرض قيود على عدة تطبيقات إلكترونية صينية على غرار “وي تشات” و”تيك توك”.

من جهته، اعتبر المحلل المختص في السوق الزراعية في “برايس فيوتشر غروب” جاك سكوفيل أن الصينيين “يدركون أننا لسنا أفضل أصدقاء لهم حاليا، لكنهم يحتاجون إلى المنتجات وسيشترون ما يحتاجون إليه منها”.

لكن، من غير المستبعد أن تغير بكين طلبياتها من شراء محصول هذا العام لشراء محصول العام المقبل.

وقال الممثل الأمريكي الخاص للتجارة روبرت لايتايزر في يونيو/ حزيران إن الصين ستفي بالتزاماتها، في حين ستسعى واشنطن إلى وضع اتفاق “مرحلة ثانية” يجري فيه “التركيز على مسائل الإفراط في الإنتاج والدعم الحكومي ووضع ضوابط للشركات الصينية العامة والسرقة الإلكترونية”.

واعتبر شاد باون أن أي نجاح في دفع الصين لشراء منتجات في الطاقة والصناعة إضافة إلى الزراعة، سيساعد ترامب في حملته الانتخابية الرئاسية.

وأضاف أن “200 مليار دولار رقم كبير يمكن أن يتباهى به”، في إشارة إلى قيمة المشتريات التي تعهدت بها الصين حتى نهاية 2021.

لكن، لم ترفع الصين سوى قليل من الرسوم التي فرضتها على المنتجات الأمريكية خلال الحرب التجارية، ما يجعل بلوغ ذلك الرقم “غير ممكن”.

وخلص الباحث إلى أن “لا حوافز اقتصادية لدى القطاع الخاص الصيني لشراء بضائع أمريكية. لذلك إن اشترت الصين فعلا هذه المنتجات، فإن ذلك سيتم بتوجيه من الحكومة الصينية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى