بسبب اكتشاف منشأة نووية سعودية “سرية”.. ألمانيا تطالب الرياض بالامتثال لمعاهدة “الأسلحة النووية”

طالبت الحكومة الألمانية، الأربعاء 12 أغسطس/آب 2020، السعودية بـ”الامتثال الكامل” لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، بعد تقرير إخباري عن اكتشاف منشأة نووية سرية في شمال غربي السعودية، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الألمانية في بريد مرسل إلى وسائل إعلام دولية.

برلين أكدت في البريد نفسه، أن “الموقف النقدي للحكومة الألمانية بشأن الطاقة النووية معروف جيداً”.

التزام كامل بالمعاهدة: جاء في الرسالة، التي نشرتها وسائل إعلام دولية، أنه “من الأهمية بمكانٍ أن تمتثل المملكة العربية السعودية بالكامل لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وأن يخضع برنامجها النووي لمعايير التحقق الدولية للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية هي معاهدة دولية تاريخية تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وتعزيز التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز هدف تحقيق نزع السلاح النووي ونزع السلاح العام والكامل.

توجيه ألمانيا هذه الدعوة إلى السعودية جاء بعد أن كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأسبوع الماضي، أن السعودية شرعت في تشييد منشأة لاستخراج اليورانيوم في مدينة العلا شمال غربي البلاد بمساعدة صينية، في إطار تعزيز برنامجها النووي ذي الأغراض السلمية، وفقاً مصادر غربية مطلعة.

غموض في الرياض: هذه المنشأة، التي ظلت سرية، أثارت مخاوف بين حلفاء الرياض الغربيين من أن المملكة قد تحاول توسيع برنامجها النووي؛ للإبقاء على خيارها لبناء أسلحة نووية مفتوحاً، وفقاً لتقرير “وول ستريت جورنال”.

يشار إلى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تعهد في لقاء مع قناة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، في مارس/آذار 2018، بأن تحاول بلاده تطوير أو امتلاك أسلحة نووية إذا واصلت إيران عملها نحو تصنيع قنبلة نووية.

ونفت وزارة الطاقة السعودية بشكل قاطع، المعلومات الخاصة بالموقع الجغرافي، وقالت في بيان لها وفقاً لـ”وول ستريت جورنال”، إن “المملكة تعاقدت مع الصينيين لاستكشاف اليورانيوم في مناطق معينة”، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

“كعكة اليورانيوم الصفراء”: وفق تقرير لوكالة “سبوتنيك” الروسية، نقلاً عن الصحيفة الأمريكية، فقد  شيدت السعودية بمساعدة الصين، منشأة لاستخلاص ما يُعرف بـ”كعكة اليورانيوم الصفراء” من خام اليورانيوم، والتي تستخدم في إعداد الوقود النووي، محققةً تقدماً كبيراً في مساعيها لامتلاك التقنيات النووية.

المصدر نفسه أكد أن المنشأة توجد في منطقة ذات كثافة سكانية قليلة بشمال غربي المملكة، ولم يتم الإعلان عنها بشكل علني من طرف السلطات في الرياض.

هذه المنشأة، وفق ما نقلته “سبوتنيك”، “أثارت مخاوف بين المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم، من أن البرنامج النووي الوليد للمملكة يمضي قدماً، في الوقت الذي تُبقي فيه الرياض خيار تطوير الأسلحة النووية مفتوحاً”.

كما تضيف أنه “على الرغم من أن الرياض لا تزال بعيدة عن تلك النقطة، فإن المنشأة تبدو مثيرة القلق في الكونغرس الأمريكي. ومن المحتمل أيضاً أن تُسبب حالة من الذعر في إسرائيل، حيث يراقب المسؤولون بحذرٍ الأنشطة النووية السعودية”.

في السياق نفسه، “أعربت مجموعة من النواب من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) عن قلقهم بشأن خطط الطاقة النووية السعودية وحول تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان 2018، بأنه (إذا طورت إيران قنبلة نووية فسنحذو حذوها في أقرب وقت ممكن)..”، حسب ما أوردته الوكالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى