مشرعون أمريكيون يحذرون من خطورة اتفاق نووي “سعودي-صيني” غير معلن
حذر أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس ترامب، الأربعاء، من أن برامج سعودية نووية وصاروخية غير معلنة تشكل تهديدا خطيرا للجهود المبذولة لوقف انتشار الأسلحة النووية بالمنطقة.
وكتب السناتور كريس فان هولين (ماريلاند)، إلى جانب اثنين آخرين من الديمقراطيين وثلاثة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، في رسالة إلى الرئيس ترامب: “السعودية تستعد لتطوير الواجهة الأمامية لدورة الوقود النووي، هذه التقنيات، إذا لم يتم التحقق منها أو ضبطها، ستمنح الرياض قدرة كامنة على إنتاج المواد الانشطارية للأسلحة النووية”.
كما أشارت الرسالة إلى تقارير تفيد بأن السعودية قطعت أشواطا كبيرة، بمساعدة صينية، في تطوير البنية التحتية لإنتاج صواريخ باليستية متقدمة.
ويسعى المشرعون الأمريكيون إلى تقييد دعم واشنطن للبرنامج النووي السعودي حتى توافق الإدارة على نظام تفتيش أكثر تدخلا للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعرف بـ”البروتوكول الإضافي” ويتعهد بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة الوقود المستهلك.
وكان السناتور فان هولين قد قال في مقابلة مؤخرا:”يبدو أن السعوديين يخفون أجزاء مهمة من برنامجهم النووي، الأمر الذي يدعو إلى التشكيك في نواياهم”، مضيفا أن “الصين تستغل الموقف”.
ولم يصدر تعليق فوري من البيت الأبيض على هذا الخطاب.
وتأتي الرسالة في أعقاب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر مطلعة، في وقت سابق من هذا الشهر بأن السعوديين، بمساعدة صينية، بنوا منشأة لاستخراج الكعكة الصفراء من خام اليورانيوم.
وكانت وزارة الطاقة السعودية قد نفت بشكل قاطع في وقت سابق من هذا الشهر قيامها ببناء منشأة لخام اليورانيوم في منطقة شمال غرب السعودية، وصفها بعض المسؤولين الغربيين. وقالت الوزارة إن استخراج المعادن، بما في ذلك اليورانيوم، هو جزء أساسي من استراتيجية التنويع الاقتصادي للبلاد.
وبحسب الصحيفة، يعتبر تصنيع الكعكة الصفراء لليورانيوم، وهو شكل مطحون من خام اليورانيوم، خطوة مبكرة نسبيا في الدورة النووية، ويتطلب الأمر خطوات وتقنيات إضافية متعددة لمعالجة وتخصيب اليورانيوم بشكل كاف لتشغيل محطة طاقة نووية مدنية، وعند مستويات التخصيب العالية للغاية ،يمكن لليورانيوم أن يكون وقودا لسلاح نووي.
وكان أعضاء في مجلس النواب الأمريكي قد بعثوا أيضا رسالة منفصلة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، يوم الاثنين، إذ أعرب ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب بقيادة النائب، خواكين كاسترو، من تكساس عن قلقهم بشأن ما تردد عن تقديم الصين تكنولوجيا نووية وصاروخية للسعودية. وجاء فيها: “إن بناء منشأة الكعكة الصفراء يثير المزيد من الأسئلة حول ما إذا كان برنامج الرياض النووي مخصصا للأغراض السلمية فقط”.
من جهتها ردت الصين على تقرير الصحفية عن منشأة الكعكة الصفراء، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في وقت سابق من هذا الشهر إن بكين “ستواصل الوفاء الصارم بالتزاماتها الدولية في مجال منع الانتشار النووي، وستواصل التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة”.