فتى “ماكدونالدز الذهبي” الذي تحول من منقذ للشركة إلى أسوأ كوابيسها.. قصة انهياره بعدما كشفته التحقيقات
تحوّل ستيف إيستربورك من مدير ناجح أنقذ سلاسل مطاعم الوجبات السريعة “ماكدونالدز” إلى رجل يمثل أسوأ كابوس للشركة، بعد إجراء تحقيقات أفضت إلى تورطه في علاقة مع إحدى الموظفات، ليواجه الآن دعوى قضائية من الشركة تطالبه باسترداد عشرات ملايين الدولارات.
من النجاح للطرد: موقع Business Insider الأمريكي، ذكر الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، أنه حين عُيِّن ستيف إيستربروك مديراً تنفيذياً لـ”ماكدونالدز” في العام 2015، تعهد بأن يحول الشركة من عهد “شركة ارتبط اسمها بالسمنة المفرطة” إلى “شركة برغر تقدمية ومعاصرة”، وهي العبارة التي كان يكررها دوماً.
ومع وجود إيستربروك على القمة، بدأت ماكدونالدز تقدم الإفطار طوال اليوم، وحازت شركتي تكنولوجيا، ونقلت مقرها، وزادت قيمة أسهمها للضعف، وفي المقابل جمع المدير التنفيذي ثروة تُقدَّر بأكثر من 21 مليون دولار في 2018، ثم أقيل إيستربروك من منصبه.
إذ كشف تحقيق داخل شركة ماكدونالدز أنَّ إيستربروك ارتبط بعلاقة غير ملائمة -وإن لم تكن جسدية- مع إحدى موظفات الشركة، لتنهي الأخيرة عقد عمل إيستربروك في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قائلة إنَّ العلاقة تنم عن سوء تقدير للأمور.
بعد تسعة أشهر، رفعت ماكدونالدز دعوى قضائية ضد إيستربروك لاسترداد حزمة إنهاء الخدمة، التي تقدر قيمتها بما يصل إلى 57 مليون دولار، زاعمة في دعوى قضائية في أغسطس/آب 2020، أنها لو كانت تعلم بعلاقات إيستربروك الجنسية مع ثلاث موظفات أخريات في ماكدونالدز ما كانت لتمنحه حزمة نهاية الخدمة.
تزعم ماكدونالدز أنَّ المحققين وجدوا العشرات من الدلائل التي تثبط تورط إيستربروك في علاقات مع موظفات بالشركة، وذلك عند قيام المحققين بالبحث في خوادم الشركة.
كذلك أشارت شكوى الشركة إلى أن إيستربروك، وافق على منحة أسهم استثنائية بقيمة مئات الآلاف من الدولارات، لإحدى النساء اللواتي ظهرن في صور، وجاءت الموافقة بعد وقت قصير من أول لقاء بينهما وفي غضون أيام من اللقاء الثاني.
انتقادات كبيرة للشركة: تحدث موقع Business Insider مع أكثر من 6 من موظفي شركة ماكدونالدز الحاليين والسابقين، والمتعاقدين مع الشركة، وغيرهم من المصادر الداخلية، لفهم كيف تحول إيستربروك من فتى ماكدونالدز الذهبي إلى مُدعَى عليه في دعوى قضائية بملايين الدولارات.
أخبر العديد من موظفي الشركات والمتعاقدين -الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم- موقع Business Insider أنهم تركوا الشركة لأنهم يعتقدون أنَّ القيادة تفتقر إلى الحكم الأخلاقي السديد.
في هذا السياق، قال مسؤول تنفيذي سابق، لا يزال على علاقات وثيقة بالعاملين في ماكدونالدز، إنَّ “العلاقات الجنسية المزعومة لإيستربروك مع الموظفات تشير إلى مشاكل أكبر”، مضيفاً: “إذا لم يكن لديه انضباط كافٍ لعدم فعل ذلك، فكيف نتوقع منه التحلي بالانضباط والمبادئ في سياساته الأخرى؟”.
أزمات أخرى لماكدونالدز: وبحسب الموقع الأمريكي، فإن فضائح إيستربروك ليست مشكلة ماكدونالدز الوحيدة، إذ تخوض الشركة العديد من المعارك القضائية المتعلقة بالتمييز العنصري والتحرش الجنسي من المناصب العليا في الشركة.
لذلك بدأت الشركة تحقيقاً في قسم الموارد البشرية الخاص بها، بعد فصل رئيس القسم “لسبب ما”، بعد أن جعل بعض الموظفات يشعرن بالانزعاج خلال فعاليات للشركة.
يعتقد بعض المطلعين أيضاً أنَّ النجاح المالي لإيستربروك دفع القيادة إلى تجاهل العلامات الحمراء، وأشارت تلك المصادر أيضاً إلى أنَّ الاتهامات على تلك الفضائح، ورد فعل الشركة، أضرّا بمصداقية الشركة بطريقة لا يمكن إصلاحها بسهولة.
من جانبها، ذكرت شركة ماكدونالدز، في تصريح لموقع Business Insider، “مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لدينا ملتزمون بالقيادة بنزاهة. نحن نعلم أنَّ الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات. منذ تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي في نوفمبر/تشرين الثاني، عيّن كريس [كمبجنسكي] مديراً جديداً للأفراد، وأعلن عن قيم محدثة تندرج فيها إسهامات الموظفين من أنحاء العالم، والتزم بجعل هذه القيم جزءاً من كل شيء تفعله الشركة. وسنواصل إجراء التغييرات عند الضرورة، لدعم جميع أجزاء منظمتنا”.