وفَّروا لها طائرة خاصة وجناحاً معزولاً في فندق.. موقع: السعودية استعانت بشركة إسرائيلية لاختراق هاتف
كشف موقع عبري يُدعى “ذا ماركر”، في تقرير له، الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول 2020، أن المملكة العربية السعودية لجأت إلى الاستعانة بشركة إسرائيلية معروفة في خدمات قرصنة الهواتف بشكل محترف؛ للحصول على خدمة تخص اختراق أحد الهواتف.
وقال التقرير الذي نشره الموقع، وهو الملحق الاقتصادي لصحيفة “هآرتس”، إن مندوباً من شركة “سليبريت” (Cellebrite) الإسرائيلية المتخصصة في الاستخبارات الرقمية، وصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى مطار الملك خالد في العاصمة السعودية الرياض.
اختراق هاتف سعودي: ووصل مندوب الشركة الإسرائيلية، بحسب الموقع، على متن طائرة مدنية من العاصمة البريطانية لندن؛ “لتنفيذ اختراق هاتف كان بحوزة وزارة العدل السعودية”.
الشركة الإسرائيلية وبناء على الاتفاق المبرم بين الطرفين، طلبت من السعوديين أن “يتم استقبال مندوبها من قِبل موظف حكومي في المطار، وأن يُسمح له بالمرور دون ختم جواز سفره أو تفتيشه، أو فحص المعدات الإلكترونية التي كانت بحوزته”.
استقبال هاكر إسرائيلي بالسعودية: وبحسب الموقع، “تم الاتفاق على نقل (الهاكر) الإسرائيلي إلى غرفة فندق منعزلة، مع تعهد السعوديين بعدم زرع كاميرات داخلها، وهناك تمت مهمة الاختراق، ونقل المعلومات من على الهاتف، ليتم نقله بعد ذلك إلى المطار وعودته إلى لندن”.
كذلك أشار الموقع العبري إلى أن مندوب الشركة “اخترق هاتفاً من نوع سامسونغ S10 بناء على طلب مكتب النائب العام السعودي بالرياض”، في حين لم يصل “ذا ماركر” إلى هوية صاحب الهاتف، وقال إنه يعتقد أن الشركة الإسرائيلية لم تكن أيضاً على علم بها.
في المقابل لم يتسنَّ لـ”الأناضول” الحصول على تعقيب فوري من السلطات السعودية بشأن ما أورده الموقع الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن “سليبريت” ليست الشركة الإسرائيلية الوحيدة التي تقدم القرصنة أو الخدمات الإلكترونية الأخرى للسعودية، لكنها على الأرجح الشركة الوحيدة التي تقوم بذلك دون إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية، وفق الموقع ذاته.
إضافة إلى ذلك، طورت الشركة نظاماً يسمى “UFED”، يمكن استخدامه لأغراض مدنية، مثل النسخ الاحتياطي للمحتوى بالهواتف الذكية، وكذلك لأغراض أمنية مثل التحقيقات.
اختراق الهواتف الذكية: ولا تسمح تقنيات الشركة، وفق الموقع، فقط باختراق الهواتف الذكية ونقل المحتوى المحفوظ عليها، وضمن ذلك المراسلات والمواقع وملفات الصوت والفيديو والصور؛ بل أيضاً باسترجاع المعلومات التي كانت على الجهاز وتم حذفها في الماضي.
في حين لفت الموقع إلى أنه “عكس تكنولوجيا عديد من الشركات الإسرائيلية الأخرى التي تعمل أيضاً في السعودية، لا يدور الحديث عن أداة قرصنة عن بُعد، بل عن حل لاستخراج المعلومات من الأجهزة التي يحتفظ بها العميل فعلياً”.
كذلك أشار إلى أن الشركة الإسرائيلية “كانت تعمل مع السعودية أيضاً قبل تلك الواقعة بنحو عام، عندما قامت مجموعة من نحو 15 شخصاً تابعين لولي العهد محمد بن سلمان، بقتل وتقطيع جثة المواطن السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018”.
فيما كشف الموقع أن الاتهامات حامت وقتها حول شركة السايبر الإسرائيلية (NSO)، التي قال إنها “قدَّمت خدمات القرصنة عن بُعد للهواتف المحمولة لصالح، بن سلمان”. وذكر أن “(NSO) نفت مزاعم التورط في عملية الاغتيال، لكنها استمرت في تقديم الخدمة للسعوديين”.
يُذكر أن المملكة العربية السعودية، وهي دولة خليجية، لا تقيم علاقة مباشرة مع إسرائيل مثل الإمارات والبحرين الخليجيتين اللتين وقعتا، الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020، اتفاقاً للتطبيع مع تل أبيب، في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.