ختام الأسواق العالمية.. مخاوف تهبط بالأسهم الأمريكية وصعود الأوروبية
اختتمت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية جلسة الأربعاء، على تراجع حاد بعد صدور بيانات تظهر تباطؤ أنشطة الشركات الأمريكية، بينما ارتفعت الأسهم الأوروبية، نتيجة انتعاشة أسهم شركات السفر المنكوبة ومكاسب حققتها أسهم أديداس وشركات أخرى.
وانخفضت الأسهم الأمريكية، بعد زيادة بواعث قلق المستثمرين في أمريكا حيال الاقتصاد من استمرار عجز الكونجرس عن إقرار مزيد من التحفيز المالي، بينما تتواصل جائحة فيروس كورونا الانتشار مجددا دون هوادة.
وانخفض المؤشران ناسداك المجمع وستاندرد آند بورز 500 أكثر من 2%، وأغلقت جميع قطاعات ستاندرد أند بورز الأحد عشر الرئيسية على تراجع. وتصدر الخسائر قطاع الطاقة، وهو بالفعل الأسوأ أداء هذا العام.
وقال جيسون برايد، مدير استثمارات الثروات الخاصة لدى جلينميد في فيلادلفيا، إن “المرحلة الحالية تزداد فيها صعوبة دفع التعافي قدما أو المضي في إعادة فتح الاقتصاد… مازلنا نحقق ذلك، لكن التقدم أبطأ عنه في الأشهر الثلاثة الأولى من إعادة الفتح”.
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 523.93 نقطة بما يعادل 1.92% إلى 26764.25 نقطة.
وفقد ستاندرد آند بورز 78.58 نقطة أو 2.37% ليسجل 3236.99 نقطة.
وهبط ناسداك 330.65 نقطة أو 3.02% إلى 10632.99 نقطة.
بينما صعد سهم نايكي إلى مستوى قياسي مرتفع بعد أن عوضت مبيعاتها الرقمية، وبخاصة في أمريكا الشمالية، أثر تراجع مبيعات المتاجر التقليدية.
تباطؤ أنشطة الشركات
وتباطأ نشاط الشركات بالولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول الجاري، إذ ألقى انخفاض في أعمال القطاعات الخدمية بظلاله على زيادة نشاط المصانع، مما يشير إلى فقدان الاقتصاد الزخم مع قرب نهاية الربع الثالث من العام واستمرار جائحة كوفيد-19.
وقالت آي.إتش.إس ماركت، الأربعاء، إن القراءة الأولية لمؤشرها المجمع لمديري المشتريات، الذي يرصد قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات الأمريكيين، هبطت إلى 54.4 هذا الشهر من 54.6 في أغسطس/آب الماضي.
وتشير أي قراءة فوق الخمسين إلى نمو ناتج القطاع الخاص.
ورغم أن القطاع الخاص واصل النمو، فإن نزول المؤشر هذا الشهر يدعم التوقعات لتراجع الزخم الاقتصادي مع انحسار الدعم القادم من التحفيز المالي.
ومن المتوقع انتعاش الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة سنوية كبيرة تصل إلى 32% في الربع الثالث بعد تراجعه 31.7% في الربع الثاني من 2020، وهو ما كان أسوأ أداء منذ بدء الحكومة حفظ السجلات في 1947.
والتهمت أزمة فيروس كورونا ما تحقق من نمو على مدار أكثر من 5 سنوات، ويدعو الاقتصاديون إلى حزمة مساعدات جديدة من الحكومة لدعم التعافي الهش.
وانزلق الاقتصاد إلى الركود في فبراير/شباط الماضي.
قطاع السفر وأديداس يدعمان أسهم أوروبا
وارتفعت الأسهم الأوروبية ختام تداولات الأربعاء، إذ طغت انتعاشة لأسهم شركات السفر المنكوبة و مكاسب حققتها أسهم أديداس وشركات أدوات رياضية أخرى على بيانات سلطت الضوء على وعورة طريق التعافي الاقتصادي بمنطقة اليورو.
وأعادت دول مثل بريطانيا فرض قيود للحد من انتشار كوفيد-19 مع زيادة عدد حالات الإصابة بالفيروس مجددا في أوروبا.
ومنذ الاثنين الماضي أطلق فرض القيود مرة أخري، شرارة أسوأ موجة بيع يشهدها المؤشر القياسي الأوروبي ستوكس 600 منذ 3 أشهر.
وفي استمرار لتعويض الخسائر للجلسة الثانية، أغلق المؤشر المؤشر القياسي الأوروبي ستوكس 600 على زيادة 0.6%.
في حين صعد المؤشر فايننشال تايمز 100 في لندن 1.2% وارتفع المؤشر داكس الألماني 0.4% وتقدم كاك 40 الفرنسي 0.6%.
وخلص مسح أجرته آي.إتش.إس ماركت إلى أن نمو أنشطة الأعمال في منطقة اليورو توقف في سبتمبر/أيلول الجاري مع تراجع قطاع الخدمات في ظل فرض قيود جديدة لمواجهة عودة حالات الإصابة بكوفيد-19 للزيادة، وهو ما ألقى بظلاله على أسرع نمو لقطاع الصناعات التحويلية في عامين.
غير أن أنظار المستثمرين اتجهت إلى مزيد من التحفيز من البنوك المركزية والحكومات من أجل التصدي للتداعيات الاقتصادية للأزمة الصحية.
وانتعشت أسهم شركات السفر بعد سلسلة خسائر استمرت لأربع جلسات، إذ تقدم سهم لوفتهانزا الألمانية بنسبة 1.6% بعد أنباء عن اعتزام شركة الطيران جعل الاختبارات السريعة لفيروس “كوفيد-19” متاحة للمسافرين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقفز سهم أديداس 4.4%، في حين صعد سهما بوما وجيه.دي سبورتس حوالي 4% لكل منهما بعد إعلان شركة نايكي الأمريكية للملابس الرياضية عن أرباح قوية وتنبؤها بتجاوز مبيعات 2020 التوقعات السابقة.